رأي

إيران.. قاسم مشترك

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاحتجاجات تشتعل في لبنان والعراق، والقاسم المشترك بين تلك الاحتجاجات هو الفساد الذي ينخر الدولتين.

والاستغلال الديني في العملية السياسية والمحاصصة وتدخلات إيران في العملية السياسية في بيروت وبغداد، فشعب لبنان لم تعد تنطلي عليه ادعاءات المقاومة والممانعة، التي يحاول «حزب الله»، وكيل نظام «ولاية الفقيه»، من خلالها، التغطية على هيمنته على لبنان وشعبه، كما أن شعب العراق ضد تمديد هيمنة طهران على بلاده، ومقدراته، وضد تواجد الحشد الشعبي الذي وُظف لخدمة أغراض جهات سياسية وتمكين مشروعهم، التابع لولاية الفقيه على العراق.

المتظاهرون أكدوا من خلال شعاراتهم أن حزب الله والحشد الشعبي شريكان فيما آلت إليه أوضاع العراق ولبنان السياسية والاقتصادية والمعيشية، ويعتبرون أن سبب تردي أوضاعهم العامة في كل مستويات حياتهم، تقف خلفها التدخلات الإيرانية، فالغضب الشعبي أسقط الورقة الإيرانية في العراق ولبنان وكشف هوية مرجعيات دينية وظفتها في تنفيذ استراتيجيتها التوسعية في المنطقة حين جعلت منها غطاء لضرب الوحدة الوطنية والعمل على تفتيت الساحة السياسية باسم المحاصصة.

وبحجم المعاناة كانت صرخة الغضب، حيث كسرت مظاهرات لبنان والعراق سطوة «الطائفية»،برفض الهيمنة الإيرانية وأن هذا الرفض قد أصبح مطلباً شعبياً ولم يعد عذر المقاومة والقوة المسلحة يشكل شيئًا في نفوس الشعبين، فالمحاصصة الطائفية والحزبية تكاد تكون واحدة، والمعاناة من الهيمنة الخارجية واحدة، فأهم المعطيات التي خرجت بها الاحتجاجات هي هزيمة المشروع الإيراني التوسعي الديني والسياسي، هذا المشروع الذي دعم العصابات المسلحة وساهم في تعطيل العملية السياسية وأدى إلى أزمة اجتماعية.

شرارة الانتفاضة ضد إيران لن تقتصر على العراق ولبنان فقط بل ستمتد الصحوة إلى كل الدول التي تدعم إيران فيها الميليشيات سواء في سوريا أو اليمن وسوف يتكرر المشهد ويأخذ منحىً جديداً على صعيد وعي الشعوب لأسباب إفقارهم، فيجب الإصغاء للمجتمع المدني لأن ضمانة التوازن الوطني هم الشعوب أنفسهم وليس التعددية الطائفية المؤسساتية التي أدت إلى الأزمات.

Email