معاً إلى مستقبل مشرق مشترك للإمارات والصين

ت + ت - الحجم الطبيعي

هناك قول مشهور في الصين: «التواصل بين الدول يعتمد على تقارب الشعوب». سمعت قصة حقيقية عن شرطة دبي بعد فترة وجيزة من تولي منصب القنصل العام الصيني في دبي.

تقول القصة إن فتاة صينية تعيش في دبي تعرضت لتعطل سيارتها أثناء القيادة في مكان ما في دبي، نزلت وفحصت سيارتها واتصلت بكل من 999 وشركة متخصصة في المساعدة على الطرق. وصل شرطي دبي في دقائق.

كان يوماً حاراً للغاية مع أشعة الشمس القوية، طلب من الفتاة الصينية البقاء داخل سيارة الشرطة واتصل بشركة المساعدة على الطرق بنفسه مرة أخرى، وقف هذا الشرطي خارج سيارته تحت الشمس طول الفترة. لم يغادر حتى جاء رجال إنقاذ السيارة وسحبوا سيارة الفتاة.

لقد تأثرت بشدة بالأداء الممتاز لشرطة دبي الملتزمة بخدمة الناس. إنها تقدم خدماتها لمواطنين من حوالي 200 دولة يعيشون ويعملون في دبي، مما يعكس مكانة دبي والثقة التي تحظى بها، وكذلك الشغف والانفتاح والتسامح في الإمارات العربية المتحدة. كما أثق بأن هذه القصة المؤثرة ستشجع المزيد من الأصدقاء الأجانب على العيش والعمل في دبي وبقية الإمارات بما يضيف طاقة وحيوية جديدة للتنمية المستدامة لهذا البلد الرائع.

إن الثقة أغلى من الذهب. تشهد العلاقات الصينية الإماراتية أفضل فتراتها في التاريخ. يشرفني ويسعدني أن أتولى مهام منصب القنصل العام الصيني في دبي في هذا الوقت. لقد تأثرت بهذا الشرطي الطيب بما يجعلني أحب هذا البلد الطيب وشعبه الكريم، تطلق في الصين على الشرطة اسم «شرطة الشعب» من قبل الناس. لذا، يا أصدقائي، ألا تعتقدوا أن مفاهيم بلدينا متشابهة؟

في عام 2012، أصبحت الإمارات أول دولة عربية خليجية أقامت شراكة استراتيجية مع الصين. شرع تعاوننا الثنائي في مسار سريع وشمل المزيد من المجالات. بفضل الزيارات المتبادلة الناجحة التي قام بها قادتنا، تعاوننا العملي يزدهر في مجالات الطاقة، الطاقة الإنتاجية، التكنولوجيا المتقدمة، المالية، الثقافة والعلوم الإنسانية وغيرها.

إن الصين والإمارات لديهم أهداف وتطلعات مشتركة ليكونا شريكين استراتيجيين يربطهما الصدق والثقة المتبادلة، وشريكي تعاون يربطهما الاستفادة المتبادلة، وشريكي ابتكار ترشدهما الممارسات الرائدة.

نحن في تاريخ جديد إذ استطاعت الصين والإمارات خلق إنجازات تلفت أنظار العالم نحوهما بشكل متشابه، كما أن كلاً من شعبينا محب للكفاح والإبداع والاجتهاد.

يسعى شعب الصين جاهداً لتحقيق هدف «مئتي سنة»، في حين أن الإمارات تسابق الزمن لتحقيق خطة «مئوية الإمارات 2071»، وتوسع التعاون بين البلدين في مجال البحث والتطوير للطاقة النووية، تطبيقات التكنولوجيا النووية، المشروعات الهندسية، تصنيع المعدات وغيرها، أصبحت الإمارات أهم دولة في الشرق الأوسط تلعب دوراً محورياً للتعاون مع الصين لبناء «الحزام والطريق».

وقد أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ في محادثته مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة خلال زيارته للصين في يوليو الماضي على أن: «العلاقات الصينية الإماراتية طموحة لا حدود لآفاقها، تخزّن فيها مجالات متنوعة للتعاون لتضع بصمات خارطة طريق لـ100 سنة مقبلة».

عام 2019 هو عام من السعادة والازدهار للصين والإمارات العربية المتحدة. يصادف هذا العام الذكرى السبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية. فالصين خطت خطوات كبرى على الطريق الذي قطعته دول الغرب في قرون، وحققت التحديث الكبير والواسع في تاريخ البشرية.

اكتسبت الصين خلال 70 عاماً من مسيرتها المجيدة خبرات وتجارب قيمة في الحكم، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية وحفظ السلام العالمي وغير ذلك. يمكنني أن أقول بفخر تام إن الصين حققت إنجازات عظيمة ومستوى معيشة الشعب الصيني قد تحسن بشكل كبير، مما يعود بالنفع ليس على الصين فحسب بل للعالم جميعاً.

يصادف هذا العام أيضاً الذكرى الـ35 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين والإمارات. كانت الـ35 عاماً الماضية فترة ذهبية لتعميق وتوطيد أواصر الصداقة بين البلدين وتعزيز التواصل بين الشعبين الصديقين، كما شهد البلدان تطوراً سريعاً وحققا معجزة تنمية على طرفي قارة أوروبا وآسيا، في نفس الفترة.

كانت الصين لا تزال قوة دافعة رئيسية لنمو الاقتصاد العالمي، وأصبحت الإمارات واحة التنمية في العالم العربي وتصدرت منطقة الشرق الأوسط في تقديم نموذج فريد للانفتاح على العالم الخارجي.

على الرغم من البعد الجغرافي الذي يفصل بين الصين والإمارات، إلا أنهما قريبان كأسرة واحدة، وأصبح البلدان صديقين مخلصين وشريكين مهمين، يتواصلان وينسقان معاً في الشؤون الدولية والإقليمية، يشاركان نفس الطموحات والمسارات المشتركة.

شعبا الصين والإمارات شعوب مجتهدة وشجاعة، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ: «الحديث الفارغ يضر الدولة، والعمل الشاق ينعش الأمة»، ويقول المثل العربي: «الأقوال هي الأوراق والأعمال هي الثمار».

تحدني ثقة تامة بأنه بموجب القيادة الرشيدة والحكيمة لكلا البلدين سيكون التعاون بين الصين والإمارات رائداً في منطقة الشرق الأوسط من حيث اتساع التعاون وعمقه ونتائجه، مما يخدم مصلحة الشعبين بشكل أفضل ويحقق المزيد من المعجزات العالمية.

 

Email