المرشح ومهارات التخاطب الانتخابي

ت + ت - الحجم الطبيعي

في إطار فترة الحملات الانتخابية لمرشحي المجلس الوطني الاتحادي، غزت العديد من فيديوهات وصور المرشحين على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي وكذلك اللافتات الإعلانية على الشوارع الرئيسية ومرافق عامة إلى جانب اللقاءات الصحفية والحوارات التلفزيونية والإذاعية، ما فرضت على المرشحين الظهور الإعلامي في التواصل مع الناخبين عبرها، في الوقت الذي عكست فيه العديد من تلك الوسائل المهارات الاتصالية والسلوكية وكذلك الخطابية لشخصيات المرشحين، والتي لا تتعلق فقط بمشروعهم الانتخابي ورؤيتهم المستقبلية لأمور الالتحاق بالمجلس، وإنما في مهارات استخدام تلك الوسائل في التواصل الفعلي مع الناخبين من أجل التوافق في الحصول على أصواتهم للترشح.

حيث يذهب القائمون على الاتصال في الحملات الانتخابية إلى أبعد من الاهتمام فقط بالأمور الفنية للبرامج والحملات ليصل الأمر إلى أهمية توفر سمات اتصالية من فصاحة وخطابة وكذلك حسن تصرف في مواقف مختلفة قد تعترض المترشح أثناء قيامه بحملته الانتخابية.

غير أنه لا يزال يبقى عدد من المرشحين ووفقاً لرصد آراء الناخبين بالافتقار إلى سمات القيادة الاتصالية عند رغبته في الحصول على أصوات الناخبين، حيث يضطر البعض إلى عدم الرد على الاستفسارات والتساؤلات، وكذلك يقوم عدد منهم في إيجاد فرصة للتهرب أو عدم القدرة على إيجاد إجابات وافية أو فصيحة تتناسب مع معايير برنامجه الانتخابي، فيما آخرون يبدون خجولين في إبداء الرغبة بالحصول على الدعم بإرسال رسائل نصية فقط أو التيه في طريقة التخاطب الصحيحة أو إسناد آرائهم إلى سفراء حملاتهم الانتخابية وإن كان لا يبدو الأمر سيئاً في مرحلة التنفيذ للحصول على أكبر عدد ممكن من الأصوات إلا أنها تفقده علامات عالية.

من هنا، قد لا يتخيل البعض بقيام المرشح الفرنسي ماكرون في حملته الانتخابية عام 2017 الاستعانة بخبير ليدربه على تحسين صوته وطريقة إلقائه، حيث جاءت هذه التدريبات ليس في جعل ماكرون شخصاً خطابياً بالدرجة الأولى وإنما في أهمية دورها في جذب الآخرين لما يقوله والإنصات إلى ما يود القيام به دون أن يبذل مجهوداً كبيراً في ذلك.

لذا لابد إلى جانب إكساب المرشحين المهارات العملية الانتخابية إكسابهم أيضاً مهارات استخدام وسائل الإعلام في التواصل مع الناخبين من خلال عدة محاور تتضمن تعريف الكفاءة والفعالية الاتصالية وشروطها، وأساليب اللقاء والحوار الصحفي والتلفزيوني، وكيفية توظيف لغة الجسد في توصيل الرسالة، بالإضافة إلى إدارة الوقت وأسلوب التغلب على الخوف، حيث إن هذه المهارة تمنح المترشح ثقلاً شخصياً واجتماعياً وسياسياً في شرح برنامجه الانتخابي، وفي توصيل أهدافه من الترشح للجماهير عموماً وليس الناخبين فقط. فيكفي علماً أن عدداً من المرشحين فقد هويته الانتخابية من طريقة حديثه فقط.

 

Email