بنك الإمارات دبي الوطني والنجاح المطّرد

ت + ت - الحجم الطبيعي

أقام بنك الإمارات دبي الوطني في الآونة الأخيرة حفل استقبال كبيراً، حضره ثلة كبيرة من عملائه وكبار موظفيه وأعضاء مجلس إدارته، وعلى رأسهم سمو الشيخ أحمد بن سعيد بن مكتوم، رئيس مجلس الإدارة.

وهذا الحفل دل على النجاح الكبير والمطرد، الذي يلاقيه البنك وهو يخطو إلى أن يصبح من البنوك العالمية ذات الصيت الحسن والمعوّل عليه لدى كبار عملاء المصارف في جميع أنحاء العالم، ويماشي في الوقت نفسه سير دبي والإمارات بصفة عامة إلى أمجاد تلو أمجاد.

وكان تأسيس هذا البنك، بنك دبي الوطني في مستهل عام 1963، أي قبل نصف قرن ونيف وبالدقة قبل 56 عاماً مضت. كان التأسيس تحدياً ومغامرة في وقت كان للنفوذ الأجنبي دور احتكاري، وكان الإقدام على هذه المغامرة ليس بالأمر الهين، وكان المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي الأسبق بحكمته وسياسته، وبعد نظره وطموحه، قد أصبح هو المتحدي الأكبر، الذي لا تلين له العزيمة عند الشدائد.

وتأسس البنك برأسمال جاء من المساهمين ومن حكومة دبي، ومن بنك الكويت الوطني الذي رجع وباع أسهمه للمساهمين المحليين الإماراتيين في دبي وغيرها بعد ذلك، وصار البنك الوطني يسهم مساهمة فعالة في السوق التجاري، وينافس بالاعتماد على النفس، حيث حصل التجار المحليون وللمرة الأولى على تسهيلات ائتمانية ودعم لتنمية أعمالهم التجارية واتساعها، ودخل في السوق تجار جدد لم يكن بالإمكان أن يكون لهم مكانة في السوق، لولا دعم هذا البنك، بنك دبي الوطني، ومنهم كاتب هذه السطور الذي يدين لهذا البنك بما وصل إليه من نجاح في عمله التجاري، شأنه شأن غيره من الشباب في ذلك الوقت، الذين حصلوا على دعم لتنمية تجارتهم ودفعها إلى الأمام.

والحديث عن بنك دبي الوطني وتحديه الصعاب في بادىء أمره حديث ذو شجون، ويعتبر جزءاً من تاريخ دبي التي أصبحت مركزاً عالمياً تشرئب له الأعناق كلما ذكر اسمها بين المراكز التجارية العالمية.

ولم يكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يتولى دفة الأمور في إمارة دبي عام 2006، حتى انصب جهده منذ البداية على تنمية تجارة دبي، وجعلها تسير سيراً حثيثاً إلى الأمام من دون توان، وكان دعم البنوك الوطنية أحد المشاريع الكبرى التي أخذها سموه على عاتقه ومسؤوليته.

وبالرغم من وجود بنوك وطنية عدة وبروزها في السوق الإماراتي، لكن بنك الإمارات دبي الوطني الذي سمي بهذا الاسم بعد اندماجه ببنك الإمارات الدولي، وظل هذا البنك الرائد بين البنوك بفضل الإدارة الجديدة التي أوكلها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الشخصية التي تجمع الكفاءة الإدارية والمجتمعية العالية، والكفاءة التي أثبتت الأيام نجاحها وتفوقها الإداري في مؤسسة طيران الإمارات، التي تعتبر الآن من أهم المؤسسات العالمية التي يشار إليها بالبنان، وتنقل سمو الشيخ أحمد بن سعيد من نجاح إلى آخر بشكل يثير الإعجاب، واستطاع سموه بكادره من الموظفين المواطنين، الذين يعتمد عليهم في إدارة البنك كالأستاذ هشام القاسم ومساعديه من الشباب إثبات أن كفاءته لا تقتصر على شؤون الطيران، بل إن هذه الكفاءة تمتد إلى المساهمة في تنمية السوق التجاري بصفة عامة، وأصبح نجاح البنك الوطني واطّراد نجاحه نموذج من النماذج التي ينبغي أن يحتذى بها.

ومما لا بد لنا من الإشارة إليه، ونحن نختتم حديثنا عن بنك دبي الوطني، هذا الصرح العالي بين المؤسسات الوطنية أن بنوكاً عدة تأسست محلياً بعد هذا البنك، بعض هذه البنوك كتب لها النجاح وظلت مستمرة وبعضها لم يتح لها النجاح وأصابها الإخفاق، ولكن بنك دبي الوطني ظل يشق طريقه بفضل الدعم الإيجابي الذي أولته له حكومة دبي، وبفضل ما تم له التوفيق من إدارة حسنة وموفقة على يد المسؤولين عنه، كما تمت الإشارة إليه.

 

Email