في كل محنة منحة

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم خسارة منتخبنا أمام المنتخب القطري، ورغم مظاهر الحزن التي عمّت الناس، وبخاصة المشجعين الذين توافدوا بالآلاف لمؤازرة فريقهم الوطني، من خلال الحضور المباشر، أو من خلال الذين تجمهروا أمام شاشات النقل التلفزيوني لمتابعة أداء فريقهم الذي كنا نتمنى أن يحقق الفوز الذي يرضي الجمهور الإماراتي، والذي يسعى دائماً إلى الحصول على المراكز الأولى في كل المنافسات والسباقات رياضية وغيرها، فإنني ألمح، رغم خسارة المنتخب وتأثر الجمهور بها، في كل ذلك مظهراً وطنياً رائعاً كل الروعة، جميلاً كل الجمال، وإن دل ذلك فإنما يدل على صدق انتماء أبناء هذه الأرض إلى دولتهم وإحساسهم بشفافية هذا الشعور والانتماء الوطني لدى كل المواطنين في مثل هذا الظرف الذي أسهم إلى حد بعيد في إبراز معدن هذا الشعب الأصيل الذي وقف مع فريقه، وآزره بتلك الهتافات الرائعة في منظومة رياضية وطنية رائعة تحدث على أرض الإمارات الغالية، فإنني كما قلت ألمح الحب للوطن وصدق الانتماء إليه، من خلال ما أراه من هذه المظاهر التي تقطر حسّاً وطنياً ومعزوفة ولاء للوطن والشعب والقيادة معاً، وإنني أرى أن في تلك الخسارة معاني جميلة تتجلى واضحة من خلال هذه المظاهر التي عبّر عنها جمهور الإمارات الرياضي والشعب عامة في مؤازرة الفريق قبل المباراة وأثناءها، ومن خلال مشاعر الحزن بعد انتهائها، فإن في كل قطرة دمع تعبير صادق عن ولاء هذا الشعب لوطنيته ودولته، وإن في هذا الألم أملاً واضحاً ومعبراً في أجمل منظر، وصورة من إخلاص الشعب وحبه وولائه، فأبشروا يا شعب الإمارات ويا جمهور الرياضة بمدى حبكم لوطنكم ودولتكم وشعبكم وقيادتكم ومدى ولائكم وصدق انتمائكم في كل الظروف المفرحة منها أو المحزنة، فقد أعطيتم درساً، وأوضحتم صورة طيبة من حبكم وإخلاصكم ووطنيتكم.

وحقيقة إنني لما رأيت أمامي كل تلك المظاهر نابضة في قلوب ومشاعر المشجعين والجمهور المعبر عنها بأقوال وتصرفات ودموع، أحسست بأنه كم هو كبير هذا الشعب في انتمائه وحبه لوطنه، فإن في هذه المظاهر خير دليل على تجذر حب الوطن في أعماقه وصدق الانتماء إليه، وهذا أثمن ما في ذلك من دروس، إذ خسرنا مركزاً، ولكن تعمّق فينا حب الوطن وحرارته، والتعبير عنه بكل تلك التلقائية التي حدثت من ردة فعل الجمهور على هذه الخسارة التي ربحنا فيها مزيداً من الحب والعشق لهذه الأرض الغالية والوطن الجميل، فذلك ما استفدناه من دروس هذه الخسارة التي لم ولن تكون نهاية الحلم، وإنما تكمن فيها قيمة الإصرار على تحقيق المراكز الأولى مستقبلاً كما تعودنا، فأبشروا يا شعب الإمارات ويا جمهورنا الرياضي المخلص، وافرحوا وودعوا الأسى الذي عبّرتم عنه في حينه أصدق تعبير، وتفاعلتم معه أشد التفاعل وأطيبه، ولا تجعلوا مزيداً من ذلك يثلم جمال هذه الصورة عنكم.

Email