رأي

ليبيا لليبيين

ت + ت - الحجم الطبيعي

كلما حلم الليبيون بعودة الاستقرار إلى بلادهم، تجدّدت التدخلات الخارجية، التي حوّلت هذا البلد إلى ساحة حرب بالنيابة، في ظل عجز الأطراف السياسية عن الإمساك بناصية قرارها الداخلي والخارجي، فلا يمكن الفكاك من النفوذ الأجنبي، الذي صارت ليبيا أسيرة تحت براثنه، إلا بنشر عقليّة «ليبيا لليبيين»، من خلال قدرتهم على تغيير معادلة الواقع، وقلب موازين الخطط الخبيثة.

يعلم الليبيون أن مصير بلادهم، ليس مرهوناً بإرادة شعبها فقط، بل مرهون بإرادة أوروبا، ورأينا محاولات دولية للتحكم في الملف الليبي، وكان هذا البلد يعد ولاية أوروبية، حيث يسعى كل طرف للتحكم في ملف التسوية، وفق مصالحه، ما فضح السيناريوهات الفرنسية الإيطالية، لإطالة عمر الأزمة في هذا البلد، ومحاولة تحويله إلى بؤرة صراع على النفط.

كل مراحل التسويات في ليبيا، كانت فيها القوى الخارجية اللاعب الأكبر والرئيس، فيما كانت الأطراف العربية على الهامش، ولا تؤمن الدول الغربية، إلا بالحفاظ على مصالحها ونفوذها وامتيازاتها، رغم الشعارات الرنانة التي تطلقها من حين لآخر، باسم محاربة الإرهاب، والأمن المتوسطي، والتكفل بملف اللاجئين على الحدود الليبية، لذلك، فلا مجال إلا بالبحث عن مخرج يؤدي إلى إنهاء الحالة المزرية، التي ترزح تحتها ليبيا منذ سنوات، ومحاولة كسب معركة السيطرة على البلد وثرواته، وعدم تأمين، لا مصالح باريس ولا مصالح روما، بل مصالح ليبيا، وكل ما يؤدي إلى حل سلمي شامل، يكسر أي محاولة لضرب استقرار هذا البلد.

هل يملك الليبيون القدرة على وضع ورقة طريقة لحل وطني خالص، بعيداً عن التدخلات الأجنبية؟، أكيد أن الوضع صعب، لكنه ليس مستحيلاً، فالمساعي الداخلية تتعثر، وتصطدم بالتعنت من قبل هذا الطرف أو ذاك، لكن إن وُجِدت هناك رغبة قوية للتنازل والتواصل، من أجل إيجاد أرضية توافق بالإجماع، فإن ذلك سيكون ضربة قوية لأي دولة تسول لها نفسها التحكم في قرارات الليبيين.

Email