الخمسون.. سرّها وسحرها

ت + ت - الحجم الطبيعي

هذه الخمسون عاماً التي منحنا إياها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، من عمره المديد ليست أي خمسين، فلها سحرها العابق، ولها سرها الغامض الذي جعل الناس كلهم يحتفلون مع الإمارات بهذه العقود الذهبية الخمسة.

في مقابلة نشرتها «البيان» قبل سنوات يقول أحد رقباء شرطة المرور في دبي، إن همّهم في أوائل السبعينيات عند حصول حادث مرور في المدينة كان أن يصلوا إليه قبل «محمد بن راشد»، وأنه كان دائماً يسبقهم.

وفي العام 1995، بعد شهر من مبايعته ولياً للعهد، أجرت صحيفة ألمانية مقابلة مع سموه، كان أول سؤال فيها: إلى أين تتجه دبي بهذه السرعة؟

واليوم، يحتار الناس في الـ 99% المتبقية من أحلام رجل يرى أن كل ما أنجزه، لدبي وللإمارات، وللعالم، لا يتعدى الـ 1% من أحلامه.

ترى أي خمسين هذه؟ ما سرها، بل وما سحرها؟

الواقع أن من يدرس هذه الخمسين عاماً، يجد أن جزءاً رئيساً مما تحقق فيها يعود إلى شخصية «محمد بن راشد» وما حباه الله من صفات القيادة والعزيمة والنجاح، التي بنى بها على ما تعلمه من آبائه الميامين، وما ورثه من تقاليد راسخة للحكم والإنجاز والتميز.

أهم أسرارها فيما أرى أن سموه يمثل بشخصه الكريم قصة نجاح متميزة للإنسان المتفوق القادر على استخدام كل الموارد المتاحة له بشكل منتج وموضوعي، مع ما يتطلبه ذلك من إدارة فعّالة للوقت، وللمهام، بحيث يعطي كل شيء حقه شخصياً وعائلياً ورسمياً، وما يسبق ذلك وينتج عنه من وضوح الرؤية بالنسبة للأهداف وأدوات تنفيذها. هذا الإنسان المتميز هو نفسه الذي يبدأ يومه بالمشي عشرة كيلومترات وتدريب خيله، والاستعداد لسباقات القدرة، حتى دون تنافس، ودون أن ينتقص ذلك شيئاً من ممارسته لمهامه الرسمية على أعلى سويّة قيادية نعرفها.

أما سحر هذه الخمسين عاماً، فهو ذلك البريق الغامض العابق الذي تراه في عيني سموه مع كل إنجاز، بريق لا يشبهه بريق أي قائد آخر، كأنه يخاطبنا من قلبه وعبر عينيه: هذا لكم يا بني دولتي! نهنئ أنفسنا بهذه الخمسين عاماً لأنها كانت لنا، حيث كانت مليئة بالعطاء والإنجاز والعمل الدؤوب لمصلحتنا نحن أبناء دولة الإمارات الذين نلتف اليوم حول قائدنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد لنعبر له عن التقدير والامتنان لخمسين عاماً من احتراف الإنجاز والنجاح والقيادة الرائدة. واللهَ نسأل خمسين عاماً أخرى من عمره الجميل.

 

 

 

Email