الاختبار الأخير

ت + ت - الحجم الطبيعي

مشاورات السويد التي ستنطلق قريباً تعد مثابة اختبار أخير للحوثيين، فميليشيا إيران تتعرض لضغوط دولية شديدة، وانهيارات ميدانية كبيرة، وتحاول الهروب من هذه الضغوط بالحديث عن السلام.

لكن هذه المرة حتى ولو لم تكن لها نية صادقة في السلام إلا أنها ستكون مجبرة على الرضوخ للقرارات الدولية وإبراز الجدية في السلام.

فقد فهمت الآن ميليشيا إيران حجمها الطبيعي، وباتت ألاعيبها مكشوفة، ولا مناص لهم من الاعتراف بالواقع والدخول في مفاوضات جادة.

الحوثيون عندهم الوسيلة عيش وكسب، فهم يبحثون الاستثمار في المناطق المشتعلة في اليمن، لكن الضمانات التي حصل عليها الوفد الحكومي اليمني من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، تجعل أي تخيل لاتفاق بعيد عن المرجعيات مجرد أحلام يقظة للحوثيين، فالمرحلة دقيقة وحان وقت الخيارات الحاسمة وتحديد مصير البلاد.

فلا مجال أمام الحوثيين للتملص من القرارات التي ستتمخض عنها مشاورات السويد بعدما استغل سابقا الجهود الدولية وحسن النوايا لتعميق آثار الأزمة وإطالة أمدها دون أي اعتبار للمعاناة الإنسانية للشعب اليمني.

هذه المشاورات بمثابة الفرصة الأخيرة للحوثيين ومن غير المستبعد أن يتعامل المجتمع الدولي مع الحوثيين وفقا لنتائجها على اعتبار أن ميليشيا إيران اعتادت المراوغة واستغلال فرص المشاورات لإعادة ترتيب أوراقها على الأرض.

فقد آن الأوان للالتزام بالسلام المستدام الذي يقوم على أساس المرجعيات الثلاث وتسليم الأسلحة والانسحاب فإذا قبل الطرف الانقلابي اليوم العودة إلى جادة الصواب، فما عليه إلا إثبات ذلك بالفعل وليس بالكلام الممزوج بالنفاق والكذب والعمل على إنقاذ اليمن من المآسي والكوارث التي تسببوا فيها.

فالحكومة الشرعية تسعى للسلام، وتتمنى أن تصدق هذه الجماعة الانقلابية في تعهداتها للمبعوث الدولي مارتن غريفيث هذه المرة، خاصة في ظل الهزائم العسكرية المتوالية لهم على الأرض.

فمشاورات ستوكهولم فرصة تاريخية لتصحيح الحوثيين أخطاءهم الجسيمة في اليمن، فتقديم التنازلات للتوصل إلى حل سلمي ليس بأمر غريب، فالغريب هو الإصرار على النزاع وعدم تقديم التنازلات.

Email