اتحادنا

ت + ت - الحجم الطبيعي

حين نحتفل بيومنا الوطني الـ 47 فإنما نحتفل باتحادنا واكتمال بناء بيتنا المتوحد منذ ذلك الاجتماع التاريخي الذي جمع الأبوين المؤسسين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، في 18 فبراير 1968 وحتى التوقيع بالقلوب والعقول قبل الأيدي على وثيقة الاتحاد في 2 ديسمبر 1971؛ يوم الفخر والفخار والعز الذي نحتفي بذكراه اليوم.

اليوم نقف أمام العالم، نقول نحن دولة الإمارات العربية المتحدة، نحن التجربة الوحدوية العربية الوحيدة التي نجحت واستمرت، لأنها قامت على التفاهم والاقتناع والرغبة المشتركة والمبادئ الواحدة والمصلحة العليا المشتركة للجميع، لذلك تقبلها الجميع في الإمارات السبع، وأصبح الاتحاد في نظر أبناء الدولة هو القاسم المشترك الأعظم وبوابة المستقبل والطريق الإلزامي للغد.

وحين ننظر اليوم في كتاب الإمارات، نجد أن الاتحاد هو أغلى وأعلى قيمة وطنية منحنا إياها زايد وراشد وإخوانهما من الآباء المؤسسين رحمهم الله جميعا، فالمسألة تتعدى بأشواط كثيرة مجرد الحصول على جواز سفر واحد أو جنسية موحدة، إلى التفكير بوطن واحد، وأن تتلاشى الحدود بين الإمارات، في ذهنك وفي تفكيرك قبل الورق، ويحل محلها ذلك الشعور الجميل الذي يجول في خاطرك أنك دخلت أرض الوطن بمجرد اقتراب الطائرة من حدود الدولة ولا تنتظر أن تقترب من إمارتك.

الاتحاد في وجداننا هو بيتنا المتوحد، في جهودنا الوطنية المتعاضدة لتعزيز منعة واستقرار هذا الوطن الواحد وسلامة أمنه وترابه، في جهودنا المتكاتفة لبناء وتعزيز اقتصاده الوطني، وفي فرحنا جميعاً بكل مبادرة صغرت أو كبرت، لأنها تعبّر عنا جميعا: هل سمعتم أحداً من أهل الإمارات ينظر لقمرنا الصناعي «خليفة سات» أنه قمر هذه الإمارة أو تلك؟ لا، لأنه قمر الإمارات.

والاتحاد في حياتنا هو هذا الإنجاز المتراكم، إنجازنا جميعاً، الذي يرفع اسم الإمارات عالياً ويجعل شعبها أسعد شعب، ليس للعلاقات العامة والتفاخر والتباهي، وإنما كواقعٍ معاش نعيشه يوماً بعد يوم، بفضل الله تعالى أولاً، ثم بفضل قادةٍ فرسان غُرٍّ ميامين احترفوا الإنجاز، واحترفوا البناء، واحترفوا غرسَ بذار الخير حيثما اتجهوا فأحبهم أهل الإمارات، وأحبهم الناس خارج الإمارات، ثم أحبوا الإمارات لِما رأوا من طيب فِعال قادتها ونبيل غراسهم.

وحين نُفاخر الدنيا اليوم باتحادنا فلنا الحق كل الحق في ذلك، وكيف لا ونحن دولةٌ نهضت في وجه المستحيلات، ووجه كل من راهنوا على فشل التجربة، ووجه من تآمروا لإسقاط الاتحاد في أيامه الأولى، بل وحتى في وجه من عجّلوا بالانسحاب المبكر المفاجئ لإرباك أهل البلاد، لكنّ إرادة الله القدير تجلّت، وشاء الله سبحانه في عليائه أن ينصر عزيمة أهل البلاد بقادتها زايد وراشد وإخوانهما من الآباء المؤسسين، حين رأى فيهم ربُّهم صدقَ العزيمة وعمق الإيمان وإخلاص النية، فتحقق الاتحاد نصرا إماراتيا مؤزرا في وجه كل من توقع فشله ووجه من عمل لإفشاله، وها هو اليوم الاتحاد الأقوى والتجربة الأنضج، والإنجاز الأسمى.

ومن حقنا أن نتفاخر بالاتحاد، اتحاد الإمارات العربية المتحدة، فنحن اليوم كتلة متلاحمة من الطموح والعمل الوطني الناجز، والتطور المذهل، نحن اليوم مختبر البشرية لمستقبلها، في العمران، والبيئة، والطاقة النظيفة، واستكشاف الفضاء، والعلوم المتقدمة، وقبل ذلك تسخير العلوم والتكنولوجيا لخدمة الإنسان بدءا من الذكاء الاصطناعي وانتهاء بالجينوم العربي مرورا بالأقمار الصناعية.
فخر


ولكي نعرف ماذا يفعل الاتحاد لنا، ولكي نجدد الفخر بهذا الاتحاد وصنّاعه وروّاده، دعوني أقتبس لكم فقرة مهمة من مقابلة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، التي نشرت قبل أيام، وسموه من روّاد الاتحاد وبُناته منذ ريعان شبابه.

حيث قال: «نحن نسعى إلى تشييد معالم تميز دبي ودولة الإمارات. وقد تكون المعالم أبراجاً أو متاحف أو مكتبات أو أوبرا أو حدائق أو فنادق أو أنشطة ثقافية منتظمة.

وهذه المعالم تنبض بالحياة وترقيها وتحقق عوائد مجزية بشكل مباشر أو غير مباشر أما بخصوص الأرقام القياسية، فأنا حريص على تسجيلها في مجالات التنمية ومؤشراتها، وخاصة في التنمية الإنسانية. الإمارات أكبر مانح ومقدم مساعدات بين دول العالم كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي.

وتسجل الإمارات واحدة من أعلى النسب في عدد البرلمانيات وعدد الوزيرات. والإمارات تسجل أعلى معدل في العالم لالتحاق الإناث بالجامعات، وقفزت الإمارات في الأداء الاقتصادي من المركز الـ12 في عام 2016 إلى المركز الخامس في العام الماضي». هكذا ينظر قادتنا إلى دولة الاتحاد، أنت أخي المواطن: كيف تنظر؟


 

Email