الشرق الأوسط «الإسرائيلي»!

ت + ت - الحجم الطبيعي

اعتبرها المؤرخون أكبر الحروب في التاريخ، وكانت حصيلة ضحاياها هي الأكبر في التاريخ أيضا «38 مليون قتيل من العسكريين والمدنيين حول العالم». كانت أعنف الصراعات في التاريخ وانتهت بزوال دول وإمبراطوريات من على خريطة العالم.

«الحرب التي ستنهي كل الحروب» هكذا وصفها من أشعلوا فتيلها. فلم يكن لديهم أي شك في الانتصار، فحشدوا لها ملايين الجنود. فكانت النتيجة شواهد قبور.

طبعاً، لم تكن آخر الحروب بل تبعتها حرب عالمية ثانية بدأت في الأول من سبتمبر من عام 1939 في أوروبا وانتهت في الثاني من سبتمبر عام 1945، شاركت فيها الغالبية العظمى من دول العالم. تلتها حروب شرسة في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية واحتدم الصراع على النفوذ بين الشرق والغرب وتفجرت الحروب بالوكالة التي كان ضحيتها شعوب وثروات الدول التي سميت «العالم الثالث».

نصيبنا نحن العرب من الحربين كان خسارات لم نزل ندفع ثمنها وسوف ندفع اكثر إذا ما بقينا على هذا الحال من الفرقة والتفكك والعمى عن حقائق التاريخ. أما الرابح الأكبر فهم اليهود الصهيونيون.

فقد تم تقسيم الوطن العربي إلى «دول» كمرحلة أولى، ثم أقيمت «دولة» إسرائيل وشطبت فلسطين التي كانت لها حكومة حتى في عهد الانتداب البريطاني باسم «حكومة عموم فلسطين»، ثم توسعت إسرائيل جغرافياً لتحتل كل فلسطين وأراضي من أربع دول عربية.

واليوم، أصبح الحل في فلسطين منتظراً من أميركا وعنوانه «صفقة القرن». وباتت فلسطين صفقة تجارية أسموها صفقة؛ أي باتت أرضها سلعة يروج لها سياسيون أميركيون هم: كوشنير، غرينبلات وديفيد فريدمان ونائب رئيس لا يرى في العالم غير اليهود ومشروعهم الصهيوني.

مبعوث الرئيس الأميركي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات «بشرنا» الأسبوع الماضي بأن الإدارة الأميركية ستعلن قريباً عن تفاصيل «صفقة القرن» التي أعدها ترامب، زاعماً أن كل ما تم نشره من معلومات وتفاصيل حتى الآن حول المبادرة الأميركية غير صحيحة وغير دقيقة.

وبحسب القناة العاشرة الإسرائيلية، فإن التصريحات التي نسبت إلى غرينبلات، وردت خلال اجتماع مغلق عقد في لندن الأسبوع الماضي، حيث قال إن الإدارة الأميركية ستنشر قريباً خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط.

وقال مبعوث ترامب خلال الاجتماع المغلق في لندن: «التفاصيل الواردة في خطة السلام لن تعجب الطرفين وستكون هناك حاجة من الجانبين لتقديم تنازلات».

وشدد أن هدف خطة السلام الأميركية التوصل إلى اتفاق دائم بين إسرائيل والفلسطينيين بدلاً من الاتفاقيات المؤقتة. قائلاً: إن «صفحة الرسائل المعتادة حول النزاع الإسرائيلي الفلسطيني لم تقربنا من الحل، إننا ندرك أن الحلول المؤقتة لا تحسن من حياة الفلسطينيين، بل توسع فقط دائرة المعاناة والعنف».

وقال: «قبل أن تصوغ رأياً حول خطة سلام ترامب، اقرأها من البداية إلى النهاية، لا تستمع إلى شائعات حول الخطة، ستحكمون على خطتنا للسلام وفقاً لما يفترض أن يكون اقتراحاً لحل شامل للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني». ويمكن الكشف عن تفاصيل الخطة مطلع ديسمبر المقبل.

لكن هل صفقة القرن هي النهاية للأطماع الصهيونية في المنطقة؟

بالعودة إلى تواجد اليهود في فلسطين في هيئة «مساكين» هاربين من الهولوكوست، ثم تشكيلهم لعصابات كالهاغاناة وشتيرن وغيرهما، ثم ارتكابهم للمذابح بحق مضيفيهم الفلسطينيين، ثم طرد أهل البيت وإعلان «دولة إسرائيل» والأخطر تزييف التاريخ تطبيقاً لنظريتهم التاريخية «تمسكن حتى تتمكن» حتى أصبحوا مقبولين من العرب.. فإن ما بعد صفقة القرن أخطر من صفقة القرن.

نشرت إسرائيل مؤخراً إعلاناً في الإعلام الأميركي يعرض «الحل لأزمة الشرق الأوسط» يتمثل في وضع المنطقة كلها تحت سيطرة إسرائيل «من أجل أن تتحقق العدالة والحرية والديمقراطية»، إذ كما يقول الإعلان بمجرد أن تتحول منطقة الشرق الأوسط إلى «إسرائيل واحدة كبيرة» فسوف تضمن الحريات الدينية للجميع، زاعماً أن دول المنطقة لا توفر الحقوق والحرية الدينية لغير المسلمين!

Email