رأي

عروبة اليمن

ت + ت - الحجم الطبيعي

النصر على ميليشيا إيران في اليمن بات أقرب من أَي وقت مضى، فكل المؤشرات تلوح في الأفق أن نهاية الحوثيين اقتربت بتخليص اليمن والمنطقة من شرورهم، حيث تعيش الميليشيا رمقها الأخير بخسارة ميدانية وتصدع جبهتها الداخلية وانحسار قاعدتها الشعبية، فتحرير الحديدة سيفتح الباب لتحرير كل محافظات اليمن، وسيمثل رسالة واضحة للانقلابيين ومن يقف وراءهم أن سيادة الدول وخيارات شعوبها أقوى وأعتى من كل أسلحة الاستقواء وممارسات الإجرام.

عمل كل الانقلابيين على تمزيق النسيج الاجتماعي الوطني، والتضحية باليمن وشعبها خدمة وقرباناً لمشروع طائفي، لكن المشروع الإيراني للسيطرة على كلّ اليمن انكسر بالتدريج بتحرير عدن وعدد من المحافظات، وستكون الحديدة بوابة طرد ميليشيا إيران كلياً من اليمن، وسيكون ذلك مقدمة لكسره وسحقه في لبنان وسوريا والعراق باستئصال الخطر الذي أراد أن يهدد أمتنا العربية، حيث إن التهاون في مواجهتهم بل ومهادنتهم أمر سيقود إلى عواقب وخيمة ليس على اليمن فقط وإنما على المنطقة بأجمعها.

وعلى الميليشيا الحوثية الإيرانية، أن تعي أن معركة اليمن هي معركة كل العرب، فاليمن ستعود منبع العروبة كما كانت بعد نجاح قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن في استئصال خطر إيران ليس في اليمن لوحده، بل نجحت في تعريته للعالم أجمع.

أكيد أن النصر المنشود جاء بعد تضحيات كبيرة أدت إلى سقوط عدد من الشهداء، وجاء بعد عناء في مواجهة تعنت الميليشيا وإصرارهم على التصعيد، لكن النصر سيكون مؤزراً وسيردع كل من تسوّل نفسه ضرب استقرار اليمن والأمة العربية، والجميع على دراية أن النصر دون تعب أو عناء قد يكون سبباً في عدم استمراره.

القيادة الشرعية ستمضي في مشروع بناء الدولة الاتحادية التي تحقق ‏الأمن والعدالة لكل اليمنيين والاستقرار والأمان ضماناً للسلم المحلي ‏والإقليمي من المساس بالهوية اليمنية والعربية، وأكيد أن الحفاظ على عروبة اليمن وهويته سيجعل إيران تغيّر حساباتها مستقبلاً، على اعتبار أنه لن يكون بلداً مغرياً لها بعد إفشال مشروعها الطائفي.

 

Email