المرأة الإماراتية في المشهد الوطني

ت + ت - الحجم الطبيعي

دور المرأة الإماراتية في المشهد الوطني لا يمكن تجاهله، خاصة عندما برز إلى الواجهة في ظل الظروف الإقليمية المتقلبة التي أدت إلى دخول الدولة في التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية لإعادة الشرعية إلى اليمن.

فالمرأة، من موقعها الإنساني والعاطفي، كانت الدافع وراء أحداث تلك النقلة في حياة أبنائها، التي دفعتهم للاستشهاد دفاعاً عن مبادئ وقيم وطنهم، وكانت وراء ذلك الحماس الذي أظهره أبناء الإمارات ككل في الدفاع عن وطنهم.

كانت المرأة تتوسط المشهد الوطني الإماراتي سواء من موقعها كأم الشهيد أو زوجته أو أخته أو ابنته. لم تكن بيوت الشهداء مكاناً للعزاء أو التأبين، بل كانت منابر لبث العزة والفخر لشهادة الأبناء في حب الإمارات. وخلف الأبواب كانت المرأة تقف صابرة ومبتسمة ومؤمنة بأن واجبها لم ينتهِ بعد.

المرأة الإماراتية ضربت نموذجاً مشرفاً لكل النساء العربيات.

فهي من موقعها الأسري والعاطفي والقيمي كان لها دور مؤثر في بث العزة والفخر في نفوس أفراد أسرتها، واستطاعت بذلك أن تتبوّأ دوراً رئيساً في المشهد الوطني.

فقد كانت عماد الأسرة، وقدمت الغالي والنفيس في سبيل إعلاء شأن الوطن وإبقاء رايته خفاقة عالية.

فلا غرو أن تكون المرأة الإماراتية الثقل الذي اعتمدت عليه الأسرة في الاستمرار وتقديم التضحية تلو أخرى بنفس راضية وبروح معنوية عالية، وباقتناع بأن أبناءها هم أبناء الوطن، وأن أهم واجب عليهم هو إبقاء راية الوطن خفاقة عالية.

ومما لا شك فيه أن الإماراتية أدهشت الكثير من المراقبين الذين كانوا يراقبون المشهد الوطني، ويتكهّنون حول قدرة المرأة على تحمل الآثار المترتبة على غياب الرجل في ساحات القتال. ويمكن أن يكون أكثر ما شد الانتباه هو قدرة المرأة الإماراتية على التأقلم مع كل الظروف، ومع الآثار التي ترتبت عليها بكل اقتدار وتفانٍ.

من جانب آخر، كان آخرون يشككون في قدرة المرأة الإماراتية المعاصرة على تحمل الشدة والضنك والتضحية التي أظهرتها من قبل أمها وجدتها.

ولكن ما حصل أدهش المراقبين وأربك حساباتهم. فقد أثبتت الإماراتية بأنها لا تقل صبراً وتفانياً عن أسلافها. فقد كانت المرأة الدافع الرئيس ومحور ارتكاز الأسرة وتماسكها.

ومما لا شك فيه أن غياب الرجل، في ساحات القتال قد وضع ثقل المسؤولية كاملة على عاتق المرأة وألقى عليها العبء الذي تحمّلته بكل قوة.

المرأة الإماراتية أدهشت جميع المراقبين في قدرتها على التماسك والصمود، خاصة في ظل غياب زوجها لفترة طويلة أو استشهاده. فقد كانت للأبناء الأم والأب معاً، وأثبتت بأنها ابنة زايد التي أرضعت أبناءها حليب العزة والفخر والانتماء للوطن.

في الوقت ذاته، لم تتجاهل المرأة دورها الأسري، بل اعتبرت أن ما تقوم به في ميدان الكرامة والعزة هو تكملة لدورها الأسري. فالمرأة الإماراتية المعاصرة تستمد قوتها وصمودها من جذورها القوية والعميقة، التي ترجع إلى عصر اللؤلؤ عندما كانت المرأة هي سند الأسرة وقوتها في ظل غياب الرجل في المغاصات لعدة شهور. هذا التراث القيمي والإنساني هو الذي تستمد منه المرأة اليوم قوتها، بالإضافة بالطبع إلى قيمها ومثلها العليا.

لقد قدَّرت الحكومة في دولة الإمارات عطاء المرأة بشكل عام، ومنحتها كافة الفرص للمشاركة في الحياة العامة.

فهي تشكل اليوم حوالي 66% من قوة العمل، وتساهم بقوة في صنع القرار السياسي من خلال تواجد 8 وزيرات في الحكومة الاتحادية، وفي رئاسة المجلس الوطني الاتحادي، وفي دخولها السلك القضائي والدبلوماسي.

كما تساهم المرأة بقوة في الحراك العام سواء الحراك الاقتصادي منه أو الثقافي أو الاجتماعي.

كما أن الحكومة مدركة بأن عطاء المرأة متواصل، وبأن جهدها الفعال في الارتقاء بالمجتمع مستمر.

لقد أثبتت الإماراتية المعاصرة بأنها لا تقل وطنية أو انتماء عن أسلافها، بل تضيف إلى سجلها تلك المساهمة الفاعلة في العمل الوطني، وفي تقديم التضحيات في حب الوطن. إن التضحيات التي تقدمها أسر الشهداء هي التي تعلي شأن الوطن، وتجعل من المرأة شريكاً أساسياً في مسيرة الخير والعطاء.

فتحية للمرأة الإماراتية في كل مواقعها، موقعها كزوجة للشهيد أو أم الشهيد أو ابنة الشهيد.

فالوطن مدين لكل هؤلاء. فالتضحية التي تقدمها أم الشهيد والعبء الذي تتحمّله زوجة الشهيد لا شك مقدر من قبل الوطن وصناع القرار فيه. فبدون تلك التضحيات التي يتحمّلها كل فرد لن يكون المجتمع في سلام وأمان.

Email