رأي

العراق..أزمات لا تنتهي

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يكاد العراق يخرج من أزمة سياسية حتى تشتعل أخرى، فالطامعون بهذا البلد وخيراته لا يريدون له النهوض ولا لشعبه فيصنعون له الأزمات تلو الأخرى.

حيث تعد أزمة تشكيل الحكومة الجديدة الناقصة من أعقد وأصعب الأزمات التي شهدها العراق خلال هذا العام، وذلك لعدة أسباب، أهمها فقدان الثقة، فالعقل السياسي العراقي الحالي لا يؤمن بمبدأ رئيسي في العملية الديمقراطية، وهو مبدأ المشاركة السياسية، فلا يزال اختلاف الرؤى بين الكتل حول اقتسام «الكعكة» هو الذي يطغى على المشهد السياسي.

حيث تسعى الكتل إلى تحقيق مصالح حزبية وفئوية على حساب المصلحة الوطنية.جميع الكتل والأحزاب والشخصيات من دون استثناء مسؤولة عن الأزمة الحالية.

حيث ساهمت في ميلاد حكومة ناقصة في العراق، فدولة بحجم العراق ووزنها الإقليمي يسيرها 14 وزيراً، فمن من غير المعقول أن تكون الدولة خالية من الوزراء الأمنيين، حيث إن تنظيم داعش يهدد بالعودة من بوابة الحدود مع سوريا، فالمهمات الكبيرة كثيرة، وطاقة الحكومة محدودة، وهو ما يجعل الفشل ملازماً للأداء إن لم يتم تحييد الجهات الموالية لطهران لتلافي أضرارها الخطيرة على أمن واستقرار العراق.

لا أحد يفرش للعراقيين طريق البناء بالورود، فالبناء يعني التضحية، يعني وضع المصلحة العليا للبلاد فوق كل اعتبار، لذا فإن الدعوة إلى تقديم أسماء الوزراء الأمنيين هو أمر واجب في الوقت الحاضر، حيث إن اعتماد حكومات ناقصة في الحكومات السابقة هو ما جلب عدم الاستقرار السياسي وهو ما جلب تنظيم داعش، بعدما أصبحت طهران هي التي تحدد شكل الوضع المستقبلي للعراق وترسم تشكيل الحكومة، فالأزمات الحالية تتصاعد وستبقى مستمرة في غياب رؤية واضحة مشتركة في إدارة البلد.

ولكن إذا ما اتفق الجميع على تصور واحد رغم اختلاف الأهداف فسفينة العراق تأخذ طريقها إلى بر الأمان، حيث إن برنامج وحدة وطنية حقيقية سيضع حداً للتنافر فسيعطي كل كتلة حقوقها، ليس في المشاركة في السلطة بل بالشراكة الكاملة في إدارة البلاد والتي ستشكل الضمانة الأكيدة لطرد عملاء إيران في العراق، والحفاظ على العراق سالماً موحداً ويعود بكل قوة إلى حضنه العربي.

 

Email