رأي

السلام.. كذب الحوثيين الدائم

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تعد مفردة «السلام» لدى ميليشيا الحوثي، كذبة يوم أو شهر أو عام، بل باتت كذبة تسير في عروقها، فميليشيا إيران لا تزال ماضية في غيها وتسويفها وتضييعها للوقت والجهد، فكل مجهود للسلام قوبل على الدوام بتعنت وتعامل لا مسؤول من قبل ميليشيا الحوثي الانقلابية، هم لا يفهمون إلا لغة العنف، حيث إن تراخي الموقف الدولي كان غطاءً للاستمرار في مشروعهم العدائي التوسعي، على اعتبار أن الخطوات المتساهلة من قبل المجتمع الدولي أغرتها وجعلتها تهدم وتنهي أي خطوة ممكنة للحوار والسلام.

السلوك السياسي لوفد الانقلابيين يشير بوضح منذ بدء المشاورات إلى غياب النوايا الحسنة في إيقاف انتهاكاتهم المتكررة في اليمن، تعنت داخل ميليشيا الحوثي الإيرانية، أعاد الجهود الأممية إلى نقطة الصفر، حيث إن الميليشيا تتحدث بأسلوب الشعارات البعيدة كل البعد والمنفصلة عن الواقع، وفي كل مناسبة تفضح نفسها أكثر بضرب القوانين الدولية عرض الحائط، فعلى المبعوث الأممي الخاص باليمن، مارتن غريفيث، أن يقتنع بأن هذه الميليشيا لا يمكن الوصول معها إلى سلام، وأن قوة السلاح كفيلة بإجبار هذه الفئة على الرضوخ للسلام. هذه المعطيات تؤكد أن من يجلس على طاولة المشاورات من الانقلابيين يسعى باتجاه إفشال المشاورات، وبالتالي سيكون الخيار العسكري هو الوريث الشرعي لفشل السلام.

فما يجري في اليمن ليس محل خلاف على المستوى الأممي والدولي، فهناك انقلاب مسلح من قبل ميليشيا مدعومة إيرانياً، والحل هو في التراجع عنه واستعادة مؤسسات الدولة، وعليه فإن دخول الحوثيين في سلام حقيقي وجاد بات يفرض عليهم التجرد التام من سياسة المكر والخداع التي ظلوا يمارسونها منذ سنوات عدة، وكف يد إيران عن التدخل في شؤون اليمن والمنطقة العربية، فالشرعية وقوات التحالف العربي في اليمن ستظلان تبحثان عن السلام الجاد الذي يؤسس لمستقبل آمن لليمن بعيداً عن ترحيل الأزمات، فالعمل قائم على الذهاب إلى حلول توافقية تستند إلى قرارات الشرعية الدولية، وقبلها الشرعية اليمنية، حلول تعيد الأمل إلى الناس الذين تشردوا من مناطقهم وقراهم وفقدوا أعزاء لهم، ومن دون الضغط على الحوثيين وإجبارهم بقوة القانون ولغة السلاح على الانصياع للقرارات الدولية، لن يتحقق السلام أبداً.

Email