أكثر من مجرد ذكرى

ت + ت - الحجم الطبيعي

صُنِع التاريخ على يد رجال ونساء خلَّفوا وراءهم تراثاً ملهماً للأجيال التي أتت من بعدهم. يحالف الإمارات العربية المتحدة الحظ، لِما حظيت به من نعم تحت قيادة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وما شهدته من رؤيته الثاقبة، فقد أثرت مبادئه وقيمه تأثيراً عميقاً في كل من عرفه.

واليوم، ندين بالفضل للمغفور له الشيخ زايد الوالد المؤسس والحاكم الأول للإمارات العربية المتحدة فيما وصلت إليه الدولة من تقدم وفيما ستحققه من إنجازات في مجالات التكنولوجيا والبنية التحتية وصناعة السياسات الصارمة. ولهذا عندما نستعرض أحداث الماضي التي جعلت المغفور له الشيخ زايد شخصية بارزة، ندرك السبب الذي يدفعنا إلى الإشادة بإنجازاته الهائلة.

تمثلت رسالة المغفور له الشيخ زايد في تحسين مستوى معيشة المقيمين في الإمارات العربية المتحدة، وفي الوقت نفسه حماية تراثهم وبناء مستقبل مستدام للأجيال القادمة، ولا يزال قادتنا يتبنون هذه القيم في رؤيتهم لمستقبل الدولة خلال الأعوام المقبلة. ونظراً لأن نجاحنا متأصل في شغف المغفور له الشيخ زايد تجاه الإمارات العربية المتحدة وشعبها، فتُعد المعيشة المستدامة ورخاء جميع المقيمين الدعامتين الأساسيتين لمستقبل الإمارات العربية المتحدة.

إن عام زايد هو الوقت الأمثل للاحتفاء بذكرى المغفور له الشيخ زايد، إلا أنه أيضاً يمثل فرصة مذهلة للتفكير في أفضل طريقة لنقل إرثه، فقد قاد المغفور له الشيخ زايد بنفسه التغيير الجذري الذي أثمر عن تطور الدولة المستدام وتحولها البيئي النموذجي من صحراء قاحلة إلى جنة خضراء. وسعياً لتحقيق هذا الغرض النبيل، رسخ المغفور له الشيخ زايد في القادة والمواطنين اليوم حساً بالمسؤولية البيئية أثبت صموده أمام اختبار الزمن.

يظهر أثر الحوكمة الراسخة التي انتهجها المغفور له الشيخ زايد جلياً في التزام الحكومة والقطاع الخاص بالإمارات العربية المتحدة تجاه الاستدامة، إذ تؤمن الشركات الوطنية بشدة بضرورة جعل جميع عملياتها أكثر استدامة، حرصاً منها على تحقيق رؤية المغفور له الشيخ زايد، فهو مثالٌ نحتذي به في سعينا لتحقيق قدر أكبر من الوعي الاجتماعي، حيث إن رؤيتنا وأهدافنا تتماشى مع رؤية الإمارات 2021.

وتبذل المجموعات الوطنية جهوداً حثيثة للحفاظ على البيئة من خلال استهلاك الموارد بمسؤولية وحماية تراثنا من خلال العمل كأسرة واحدة وإطلاق العنان للقدرات، وتوفير فرص متكافئة للجميع. حيث تؤمن بالمسؤولية عن المساهمة في تقدم الإمارات العربية المتحدة من خلال تولي دور في الحفاظ على تراث الدولة ومواردها الطبيعية.

ونستذكر في هذا المقام قول المغفور له الشيخ زايد: «مهما أقمنا من مبانٍ ومنشآت ومدارس ومستشفيات. ومهما مددنا من جسور وأقمنا من زينات، فإن ذلك كله يظل كياناً مادياً لا روح فيه، وغير قادر على الاستمرار، إن روح كل ذلك (الإنسان)، فهو القادر بفكره، القادر بفنه وإمكانياته على صيانة كل هذه المنشآت، والتقدم بها والنمو معها»، فقد عرفنا عن المغفور له الشيخ زايد حرصه على تعليم أبناء وطنه وتثقيفهم.

هناك الكثير من الطرق التي تستطيع الشركات بها دمج المبادرات التعليمية في عملياتها، سواء من خلال تطوير المهارات أو التبرع للمدارس أو إقامة شراكات مع المؤسسات الأكاديمية. ولهذا السبب، لا بد من الحرص على بناء مستقبل مستدام للعاملين من خلال تطوير مهاراتهم أو صقلها عبر التدريب والتأهيل.

والخلاصة أن عام زايد يمثل فرصة مثالية للتفكير في كيفية دعم الشركات للإمارات العربية المتحدة وشعبها، بما يضمن إحياء قيم المغفور له الشيخ زايد واستمرارها.

لن تُمحى ذكرى المغفور له الشيخ زايد من ذاكرتنا، إذ تتجسد عظمة الأثر الذي تركه في تاريخ الإمارات العربية المتحدة فيما خَلَّفه لنا من إرث، لا يقتصر على الذكريات فحسب، بل إنه أهدانا أسلوب حياة، وحتى بعد رحيله عنا، لا تزال معتقداته حاضرة في صناعاتنا وخطط شركاتنا للمستقبل وحياتنا الشخصية. السير على خطاه هو مسؤولية على عاتقنا، إلا أننا نفخر بالوفاء بها.

* رئيس مجلس إدارة مجموعة سعيد ومحمد النابودة القابضة

Email