مجلس وطني للصحة النفسية

ت + ت - الحجم الطبيعي

مشروع بحثي نوعي ينطلق ضمن برنامج زمالة «روزالين كارتر» لصحافة الصحة النفسية لعضوية 2017، والذي يستدعي الأسباب الكامنة وراء بقاء علاج الأمراض النفسية في الإمارات محفوفاً بالمخاوف والمفاهيم الخاطئة، والحد من وصمة العار الملتصقة بقضايا الصحة النفسية، عبر تكوين شراكات مؤسسية ومجتمعية لتعزيز الفهم للصحة النفسية والتي لا تزال مجالاً حديثاً في مجتمعنا.

لم تعد قضايا الصحة النفسية مرادفة لـ«الجنون»، فقد أصبحنا كمجتمع أكثر استيعاب لمتغيرات التوتر والقلق والاكتئاب والتي تحدث بشكل طبيعي في مختلف المجتمعات، ولكن لا تزال هناك خطوط مغيبة لتكون ذات قيمة عالية وموحدة كما وجدتها خصوصاً في ظل وجود الجهود الطيبة لتعزيز مجتمعنا الإماراتي بمفاهيم الصحة النفسية. ويبقى التساؤل كما طرحته من قبل ما هي خارطة الطريق التي تعزز فيها قدرة الإمارات على إدارة قضايا سياسة الصحة النفسية على المدى الطويل؟

كنت قد انطلقت في رحلة بحث للتعرف على مكامن القوة والضعف التي تقف عقبة أمام النظام الصحي للوصول إلى الأشخاص الذين يعانون بحق، ولتكوين فهم عن تأسيس نظام مستقبلي في تعزيز الصحة النفسية ثقافيا ومجتمعيا وفقا لعدد من المواضيع، سواء الصحفية أو البحثية التي تناولت فيها عن السياسة الوطنية للصحة النفسية التي من المتوقع أن تنفّذ وفق استراتيجية تنفيذية تماما كما أعلنتها حكومة دبي للأعوام 2017 و2021.

غير أني لا زلت أرى أن جهوداً كبيرة بذلت لدعم هذا القطاع الحيوي، مثل: البرنامج الوطني للصحة النفسية بوزارة الصحة ووقاية المجتمع والبرنامج الوطني للسعادة والإيجابية ضمن ملف السعادة، لا تزال بحاجة إلى مزيد من الجهود المنسّقة لتحقيق النتائج المتوخاة.

خلاصة القول: لا يكفي مجرد توقع الأفضل من أفراد أسرتك أو موظفيك أو مجتمعك إذا كنت تريد بيئة وقوة عاملة مخلصة وسعيدة، بل علينا أن نبدأ التغيير منذ الآن بغض النظر عن حجم الموارد المتاحة، فمن غير السليم أن نجعل من قلّة الموارد مهما كان شكلها، عقبة أمام التقدم.

وفي هذا الصدد أتلمّس الحاجة لمجلس وطني للصحة النفسية يكون مظلة لأطراف ذات صلة من «وزارة الصحة ووقاية المجتمع، وهيئتي أبوظبي ودبي للصحة، ومؤسسة الجليلة»، ويضم أشخاصاً ذوي خبرة مهنية وفنية وسياسية لتقديم المشورة والارتقاء بهذه السياسة وتنفيذها لتطال المدارس والمجتمع عموماً.

كما أن تشكيل قوة عمل تطوعية وتعاونية في فضاء الصحة النفسية، سيكون من صميم عمل هذا المجلس إن وجد، وذلك ممكن بالاستفادة من قدرات المنصة الوطنية للتطوع التي من شأنها أن تعمل على تعزيز قدرات أفراد المجتمع غير المختصين ليساهموا بشكل جماعي في إعلاء الصحة النفسية، فالعلاج من يعاني من الاضطرابات النفسية لا يكفي بلا جرعات وقاية تستديم الصحة النفسية.

 

 

Email