قطر ومرجعية غوبلز

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو واضحاً أننا في زمن الكذب القطري البوار الموزّع على أبواق منتشرة في كل مكان، فالمشروع الإخواني الذي يتبناه نظام الدوحة منذ أكثر من 20 عاماً، لا يختلف في أدواته وأهدافه على المشروع النازي. لذلك بتنا نرى ونسمع أكثر من غوبلز بتمويل قطري، وكأن وزير البروباغندا في عهد هتلر يخرج علينا من جديد في أشكال وصور مختلفة، ومن عواصم ودول متعددة، وعبر وسائل ووسائط متنوعة، ولكن تحت شعار واحد: اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس.

ما قاله جوزيف غوبلز اعتمدته قطر منذ سنوات، وبخاصة خلال ما سمي بالربيع العربي، عندما تحوّل الإرهاب إلى مقاومة، والدم إلى ماء، والإشاعات المفبركة إلى حقائق موثّقة، والادعاءات الزائفة إلى شعارات ثورية ووطنية وإلى فتاوى شرعية يسوقها يوسف القرضاوي وأمثاله من المتاجرين بالدين والحاقدين على الشعوب والمجتمعات.

كان غوبلز يقول: انزع عن الشعب تاريخه وسوف يتحوّل بعد جيل إلى جمهور من الدهماء، وبعد جيل آخر ستستطيع أن تحكمه وكأنه قطيع. هذا ما أوصلته قطر لحلفائها من قوى الإسلام السياسي والميليشيات المسلّحة المدعومة التي سعت بكل قوة إلى نثر الخراب والإرهاب، وبث الفوضى، وتدمير طموحات الجماهير في دول كالعراق وليبيا وسوريا واليمن، بهدف ضرب معنويات المجتمع، والإطاحة بإرادة الشباب، وتخريب مستقبل النشء ليتحول لاحقاً إلى مجرد أدوات تتلاعب بها أيادي الإخوان ضمن مشروعها الذي يستهدف السيطرة على السلطة، ولو على أنقاض الأغلبية الساحقة من الشعوب، وهو ما أشار إليه أحد دعاة الفتنة عندما تحدث عن جواز قتل الثلث لإصلاح الثلثين، بمعنى قتل من يختلف مع المشروع الإخواني لإجبار البقية على الاندماج فيه أو الاستسلام له.

أما مقولة غوبلز: أعطني إعلاميين بلا ضمير أعطك شعباً لا يفهم، فلا شك أن جزأها الأول قد تحقق باستقطاب نظام الدوحة لأصوات وأقلام لا يهمها أن تكون سبباً في سفك الدماء وقتل الأبرياء وتدمير البلدان وتخريب الأوطان، ولكن الشعب الذي لا يفهم، لا يزال بعيد المنال، لأن أغلب الشعوب أدركت الحقيقة، وفهمت ما ورائيات المشروع الإرهابي الذي يتزعمه نظام الدوحة، وتأكدت من أنها كانت مستهدفة في كيانها ووجدانها قبل أن تستفيق من غفوة الشعارات الزائفة لتقول بصوت مرتفع: كفى يا قطر، كفى يا غوبلز العصر، لقد سئمنا الدماء ومللنا صور الأشلاء، ولم يعد بوسعنا الصمت على استمرار الجريمة في حق شعوبنا وأمتنا.

Email