هنيئاً لأم الإمارات ذرى المجد

ت + ت - الحجم الطبيعي

قد تكرّم المرأةُ على عملٍ وطنيٍّ أو إنسانيٍّ مميزٍ تقدمه، وقد تكرّم إن كانت قد دعمت مسيرة رجلٍ عظيم وقد تكرّمُ على أولادٍ صالحين لخدمة المجتمع، وقد تكرّم إذا رعت أيتاماً أو تطوعت لخدمة المهجرين والمنكوبين.. لكن كيف يكون التكريم لمن حملت كل هذه الأعباء وقامت بكل هذه الأعمال وسعت بكل صدق ومحبةٍ وإخلاص من أجل كل هذه الأهداف وحققتها؟

هذه المرأة الرائدة القائدة هي سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية البشرية «أم الإمارات».

سيدة تهيأت لها ظروف القيادة لنساء الإمارات فقادت ركبهن وأجادت، وكانت الرائدة في هذا المجال منذ أن واكبت نهضة الإمارات المعاصرة وهي في كنف المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان زوجته وأم أولاده، تفتحت على يديه بالصبر والحكمة والجهد العنيد لتصنع إلى جانب تجربته في قيادة المجتمع، تجربتها في قيادة المرأة وقدمت على مدى السنين الطويلة عطاءها الفاعل بإيمان بقدرات المرأة الإماراتية وثقة بأنها ستشارك في البناء والتقدم فكان لها ما أرادت وتحققت النجاحات بوصول المرأة الإماراتية إلى مواقع القرار المتقدمة وبسرعة قياسية حققت التوازن المطلوب وأثمرت التجربة في تخطي كافة الصعاب.

كانت أم الإمارات ذات حكمة وإرادة وذكاء حاد وخلق نبيل، متى اجتمعت هذه الصفات في إنسان تمكن من تجاوز المستحيل.

وكان حبها للإمارات وشغفها في أن تقدم له كل ما تستطيع قد جعلها تجسد هذا الحب في خدمة الإمارات محلياً فهي الراعية للأمومة والطفولة، والداعمة للمرأة والأسرة التي هي نواة المجتمع، كما جسدت حبها لوطنها عربياً فكانت الداعمة لأي نشاط للمرأة والأسرة العربية باسم الإمارات وشعبها. وجسدت ذلك عالمياً في دعم النشاطات والمبادرات العالمية والفعاليات التي تقيمها المنظمات الدولية من أجل المرأة، وبذلك وصلت وتربعت على عرش العطاء العالمي من أجل النساء المحرومات والمعنفات والمهجرات وغيرهن ممن بحاجة إلى يدٍ خيرة، فكانت يد أم الإمارات.

لقد بلغت سمعتها الأصقاع النائية من المعمورة بما وهبت وما قدمت من أعمال خيرة ونوايا صادقة، كما قادها حبها للعمل الإنساني أن تواصل حملات التطعيم ضد الأمراض السارية وحملات الإغاثة وغيرها إلى كافة المناطق الفقيرة أو المنكوبة في شتى أنحاء العالم، فكانت أم الإمارات هي السباقة والمبادرة.

وصارت أم الإمارات نموذجاً عالمياً ومحط أنظار جميع الهيئات والمنظمات المعنية بالمرأة والأسرة، ونالت عدة تكريمات وألقاب ولعل آخرها لقب (نصيرة الأسرة) وحسب ما نشرته الصحافة الإماراتية يوم الجمعة 15 ديسمبر 2017 فقد منحت المنظمة العالمية للأسرة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات» لقب «نصيرة الأسرة»، تقديراً وتثميناً لجهودها الكبيرة في دعم استقرار الأسرة، وقد أعلن ذلك خلال الافتتاح الرسمي لاجتماعات قمة المنظمة العالمية للأسرة، والتي عقدت قبل أيام في قاعة الإمارات بمقر هيئة الأمم المتحدة في جنيف والتي تشارك فيها مؤسسة التنمية الأسرية بوفد رسمي برئاسة علي سالم الكعبي مدير مكتب وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس أمناء مؤسسة التنمية الأسرية.

وفي الوقت ذاته تم إطلاق جائزة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك العالمية للأسرة لتكون هذه الجائزة الوسيلة والمنصة المهمة لإبراز التجارب الأسرية الناجحة والممارسات المتميزة على مستوى العالم.

لقد أشادت الدكتورة ديسي كاسترا رئيسة المنظمة العالمية للأسرة بجهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الحريصة على الاهتمام بالأسرة ودعم كل الجهود الرامية لمزيد من الاستقرار والتلاحم والتعاون بين أفرادها ليس على النطاق الوطني في دولة الإمارات العربية المتحدة فقط وإنما على المستوى الدولي كذلك.

وقالت في كلمة تاريخية مهمة: «إن المنظمة ومنذ الحرب العالمية الأولى لم تلتق ولم تتعرف إلى شخصية ونموذج حقيقي في الحياة كإنسان مسؤول وفاعل على أن تكون الأسرة منسجمة ومتماسكة ومترابطة ومتلاحمة في جميع مجالات الاهتمام مثل سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك».

فهنيئاً لك يا أم الإمارات يا أمنا، لقد تكرمت كل نساء الإمارات بتكريمك بل وتكرمت الإمارات كلها، وما أسعدنا بهذا التكريم العالمي، وما أسعدنا بك يا أمنا.

Email