رأي

الدوحة وإصلاحات الرياض

ت + ت - الحجم الطبيعي

يسعى نظام الدوحة من خلال أدواته الإعلامية في الداخل والخارج للتشكيك في حجم الإصلاحات التي تشهدها المملكة العربية السعودية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، وإلى نشر المزاعم الهادفة إلى تحويل حقيقة تلك الإصلاحات عن مسارها في نظر الرأي العام العربي والدولي، فكل إصلاح يأتي من الرياض لا بد أن يزعج الدوحة التي طالما تآمرت على أمن واستقرار المملكة، واتهمت مؤسسة الحكم فيها إما بالجمود وعدم مواكبة العصر، أو بالتطرف والتشدد، أو بمدارة الفساد، ورفض الاستماع إلى صوت الشعب السعودي.

واليوم، وبينما تقود المملكة مشروعاً إصلاحياً في جميع الاتجاهات، وتصدر قيادتها الحكيمة قرارات حاسمة تتعلق بالإصلاح الديني ومواجهة الإرهاب وحرية المرأة ومكافحة الفساد وتحديد آفاق المستقبل الأفضل، تشعر قطر بأن تلك الإصلاحات تفرض عليها التخلي عن الإساءة إلى الجارة الكبرى، وبالتالي النظر إلى وضعها الداخلي، حيث يعشش الفساد في أركان مؤسسة الحكم، وتتسع دائرة نفوذ المتطرفين والمتشددين وداعمي الإرهاب، وتهدر أموال الشعب القطري في حياكة وتنفيذ المؤامرات ضد الجار والشقيق، وحيث يفتقد النظام القدرة على تحديد أي رؤية مستقبلية بعد أن رهن قراره بين أيدي الحليف الفارسي والحارس التركي والمنظّر الصهيوني والمفتي الإخواني.

إن إصلاحات الرياض، وإن كانت تسعد كل من يحب الخير للمملكة، وتلهب حماسة الشعب السعودي وشبابه المتحفز لصنع مستقبله، وتبث الأمل في غد عربي أفضل وأجمل وأكمل، فإنها ترعب نظام الدوحة الذي لا يزال يطمح إلى إعادة تكريس الخلافة على منهج الإخوان والقاعدة، ويحاول اللعب على حبال تيئيس الشعوب كمدخل لتدمير الدول وتمزيق المجتمعات، مثلما حدث في دول ما تسمى بالربيع العربي التي لا تزال غارقة في العنف والخراب والانهيار الاقتصادي والتفكك الاجتماعي.

لقد عرفت الرياض طريق المستقبل وقررت أن تنطلق نحوه بكل قوة وعنفوان، وبذلك قطعت الطريق أمام أوهام تنظيم الحمدين الذي طالما حاول الركوب على سلبيات الماضي في تنفيذ مخططاته ضد السعودية، كتلك التي وردت في تسجيلات الحمدين مع العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، أو تلك التي تحاك من تحت الطاولة مع العدو الإيراني، أو التي تتمظهر في دعم الحوثيين في اليمن، وفي محاولة بث الشقاق في البحرين.

ومجرد أن تحدد السعودية طريق مستقبلها الزاهر، حتى يشعر نظام الدوحة بالرعب، ولكن عليه أن يعتاد، فقرارات الحسم الحضاري لا تزال تتوالى، ومبادرات الإنجاز السعودي ستتواصل.

Email