رأي

قنيدي قطر واستهداف مصر

ت + ت - الحجم الطبيعي

تهديدات محمد القنيدي، آمر الاستخبارات العسكرية بمصراتة، والقيادي بميليشيات «البنيان المرصوص»، لجمهورية مصر العربية، ليست وليدة الصدفة، وإنما تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، عن طبيعة العلاقة القائمة بين تحالف جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة في ليبيا، مع نظام الدوحة وحلفائه من القوى الداعمة للإرهاب، وارتباطها بالميليشيات الخارجة عن القانون داخل التراب الليبي مع العصابات الإرهابية المسلحة التي تستهدف أمن مصر واستقرارها سواء من الغرب أو الشرق.

في منتصف أغسطس الماضي، قام وفد من قيادات ميليشيات «البنيان المرصوص» بزيارة قطر، حيث حظي باستقبال حافل من قبل أميرها ووزيري الدفاع والخارجية، وتلقى وعوداً بالدعم المالي والتسليح، وعبّر الوفد عن مساندته المطلقة لنظام الدوحة، وبوقوفه في الصف الداعم لمشروع الحمدين التخريبي في المنطقة، ليثبت من خلال ذلك عداءه للدول الداعية لمكافحة الإرهاب، ومن بينها مصر، القوة الضاربة التي ساهمت بدور كبير في هزيمة الإخوان وفي تراجع مشروع التخريب الممنهج الذي تقف وراءه قطر وحلفاؤها.

وعندما خرج القنيدي مؤخراً ليهدد من على شاشة إحدى القنوات التلفزيونية، بضرب مصر من الداخل، تبيّن لكثير من المحللين والمراقبين، أن العدو الإرهابي واحد، سواء ضرب في سيناء أو الواحات أو بنغازي أو إجدابيا أو براك الشاطيء، وأن تحالف «الإخوان» و«القاعدة»، لم يحارب عناصر «داعش» في سرت لأنها إرهابية، وإنما لأنها تختلف معه تكتيكياً، ولأن ضربها قد يقنع المغفلين بأن «البنيان المرصوص» ليست ميليشيات إرهابية، رغم أنها امتداد لمنظومة فجر ليبيا، ويعتبر الإرهابي عبد الحكيم بلحاج أحد قادتها الفعليين، أما مفتيها فهو الإرهابي الصادق الغرياني، وداعمها بالمال والسلاح هو النظام القطري.

وما يلفت الانتباه أن القنيدي تم تكليفه بمهمة أمين سر ما يسمى بـ«لجنة المبادرة الوطنية العسكرية بمصراتة» التي انطلقت بأوامر قطرية، الصيف الماضي، لتشكيل جيش رديف في المدن الخارجة عن شرعية الدولة والخاضعة للمشروع الإخواني، هدفه قطع الطريق أمام الجيش الوطني الذي يقوده المشير خليفة حفتر.

من هنا تبدو الصورة واضحة، فالقنيدي واحد من أدوات قطر، ليس لتهديد مصر فقط، وإنما للوقوف ضد الجيش الوطني الليبي، وضد الشرعية، وضد مؤسسات الدولة، وضد عودة الأمن والاستقرار، وقديماً قيل «إذا عرف السبب بطل العجب».

Email