رأي

على مقاس أمير قطر

ت + ت - الحجم الطبيعي

كعادة أبيه ورموز تنظيم الحمدين، يحاول أمير قطر تعويم القضايا والملفات الساخنة، واستغلال منابر الإعلام الأجنبي لترويج المفاهيم الخاطئة، انطلاقاً من «كلمة حق التي يراد بها باطل»، والشعارات التي تتظاهر بالسمو، بينما تخفي تحتها أشلاء ودماء وناراً ودماراً وضباباً وخراباً وعنفاً وإرهاباً.

ففي مقابلة تلفزيونية مع برنامج «60 دقيقة» عبر محطة «سي بي إس»، حاول تميم مغازلة الرأي العام الغربي وبخاصة منه الأميركي بالقول: «نريد حرية التعبير لشعوب المنطقة. وهم غير راضين عن ذلك. يعتقدون أن هذا يشكل تهديداً لهم».

ولكن عن أية حرية تعبير يتحدث أمير قطر؟.

هل يقصد بحرية التعبير الترويج للإرهاب والتحريض عليه؟ أم يقصد التضليل الإعلامي وفبركة الأخبار والترويج للأكاذيب الصادرة عن غرف عمليات الإخوان وتنظيم القاعدة؟.

هل يقصد بحرية التعبير التدخل السافر في شؤون الدول، وتبني مقولات المتآمرين على بلدانهم وشعوبهم ومجتمعاتهم، والتلاعب بالحقيقة من أجل تخريب المنطقة كما حدث فيما سمي بدول الربيع العربي؟

هل يقصد بحرية التعبير، فتح ستوديوهات «الجزيرة» أمام عصابات «القاعدة» و«داعش» و«الإخوان» و«طالبان» إمعاناً في التلاعب بعقول الغافلين وتجنيد المسلحين لتشكيل ميلشيات الذبح والحرق والهدم والنهب والتنكيل بالأبرياء؟ أم يقصد فسح المجال لترويج فتاوى دعاة الفتنة والتطرف والطائفية، وفي مقدمتهم القرضاوي، الذي يطوق عنقه بدماء عشرات الآلاف من ضحايا فتاواه الضالّة؟

هل يقصد بحرية التعبير، دعم الميلشيات الإرهابية بعد تدمير الدولة وتمزيق المجتمع في ليبيا؟ أم تخريب العمران وهدم البنيان وقتل الإنسان في سوريا؟.

هل يقصد التحريض على نظام الحكم في مملكة البحرين؟ أم دعم المتمردين الحوثيين في اليمن؟ أم الدفع نحو إسقاط الدولة وضرب مؤسساتها بمعاول الإرهاب في مصر؟. هل يقصد محاولات الإساءة المتعمدة للمملكة العربية السعودية وطناً ورموزاً ومنهجاً وإنجازات؟ أم الحملات العدائية الممنهجة ضد دولة الإمارات العربية المتحدة وقياداتها الحكيمة وسياساتها الرشيدة ومواقفها النبيلة؟.

ثم إن حرية التعبير في أعتى الديمقراطيات، ليست مطلقة، ولا يمكن توجيهها لاستهداف الآخر والمختلف، ولا تجييرها لمشاريع الإجرام والتدمير والتخريب، والقوانين الدولية تشرّع مقاضاة كل من يهدد الأمن والاستقرار في أي بلد تحت يافطة حرية التعبير، فما بالك إذا كان الأمر يتعلق بأمة كاملة مستهدفة من قبل تنظيم الحمدين الإرهابي.

يا أمير قطر: حرية التعبير ليست حذاء على مقاس تطلعاتك التوسّعية ونزعات نظامك الإرهابية، وإنما قيمة أخلاقية بالأساس، إذا خرجت عن نبل الهدف وسمو المبدأ، تحولت إلى نار وجب إطفاؤها، وإلى فتنة وجب وأدها.

Email