رأي

هنيئاً لعبدالله آل ثاني هذا الشرف

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما قامت به سلطات الدوحة من تجميد لحسابات وأرصدة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني المصرفية، يثبت بما لا يدع مجالاً للشك، أننا إزاء نظام ديكتاتوري مستبد، يقمع ويرهب شعبه، ويضطهد مواطنيه، ويمارس أبشع أساليب التعسّف ضد أي صوت وطني حرّ، يجاهر بكلمة الحق، أو ينادي بالتغيير السلمي، أو يدافع عن حقوق المظلومين والمحرومين، أو يدعو إلى كف أذى الحمدين وثالثهما تميم، عن الجار والشقيق وابن العم والصديق.

والغريب الذي لا يدعو إلى الاستغراب طالما نحن في حضرة الغرابة ذاتها أن النظام يجمد حسابات وأرصدة من لا يتّفق معه من أهل البلاد الصادقين، بينما يضخ ملايين الدولارات في حسابات الأجانب ممن استجابوا لمخططات فساده، أو سكتوا عن مكامن استبداده، فيدفع الرشى العابرة للدول والقارات، ويوزع الفدى على الجماعات الإرهابية والميليشيات، ويجزل المكرمات لمن يتبنون خياراته العدوانية ويندمجون في مخططاته التخريبية.

النظام القطري يسقط الجنسية عن السكان الأصليين، وعن أبناء القبائل العريقة، كما حدث مع آل مرة والهواجر وشيوخهما، ويمنحها للأغراب من الإرهابيين الفارين من بلدانهم والمتآمرين على أوطانهم، وممن يرى فيهم ضمانة بقائه في مواجهة غضب الشعب وإبائه. وهو يتهم الوطنيين الأحرار بالخيانة، بينما يخلع عباءة الشرف على نظام الملالي في طهران.. يسجن المخلصين من أبناء الأسرة الحاكمة، فقط لأنهم قالوا لا لسياسات تنظيم الحمدين العدائية ضد دول الخليج والأمة العربية، بينما ينادي بالإفراج عن عصابات التكفيريين والقتلة والسفاحين ومن تلوثت أياديهم بدماء الأبرياء والآمنين.

هذا النظام يمدّ يديه بالولاء للإسرائيلي والتركي والإيراني، ويحتضن الداعشي والإخواني والحوثي والطالباني، بينما يتآمر على السعودي والإماراتي والبحريني، ويخطط لسفك دماء المصري والسوري والعراقي والليبي والفلسطيني.

لذلك، فإن من تتناقض سياساته واستراتيجياته مع نظام الحمدين وثالثهما تميم، هو حتماً صاحب الموقف السليم والسائر على الصراط المستقيم، تماماً كحالة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني الذي شرفه الحاكم بأمره القطري بتجميد حساباته وأرصدته المصرفية، بسبب تبنيه مواقف وطنية وخليجية وعروبية، لا تساير فتاوى القرضاوي الإخوانية ولا منهجيات عزمي بشارة السياسوية.

فهنيئاً لمن كرّمه تميم بالسجن أو الملاحقة أو تجميد الأرصدة أو إسقاط الجنسية، وهنيئاً لمن اختار طريق الدفاع عن الحق، ومواجهة عصابة الحمدين الإرهابية. هنيئاً لمن دفع ثمن إيمانه بصلات الإخوة والدم والجوار والمصير الواحد، لا بالنفاق والشقاق وتشتيت الصفوف والدوس على الهويّة.

هنيئاً له، لأن التاريخ يسجّل المواقف، وذاكرة الشعوب تحفظ المآثر، والحق سينتصر، والظالمون إلى زوال.

Email