قطر في خطر

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو أن النظام القطري لم يدرك بعد خطورة الموقف الذي تورط فيه، والتصرفات التي ما انفك يمارسها، واللعبة التي أدمنها، والأساليب التي يعتمدها في استفزاز الأجوار والأشقاء، لذلك لا يزال يعتز بخطاياه، ويمعن في عناده واستكباره، سواء من خلال مناوراته السياسية أو فبركاته الإعلامية أو خياناته الموصوفة للعهود والمواثيق الأخلاقية، وللقيم العربية الإسلامية، وللثوابت والمبادئ الإنسانية.

يتأكد ذلك من خلال رفض قطر نقل حجيجها من الدوحة إلى البقاع المقدسة على متن طائرات سعودية في إطار مكرمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الذي بادر بالإعلان عن استضافته الحجيج القطريين على نفقته الخاصة، ثم وإمعاناً في الاستفزاز، قرر تميم الإرهاب إعادة سفيره إلى طهران، وكأنه يريد التشديد على متانة العلاقات بين نظامين مارقين، جمع بينهما الحقد على دول مجلس التعاون، ودعم الجماعات الإرهابية، والتعلق بنزعات توسعية على حساب الوطن العربي من المحيط إلى الخليج.

يضاف إلى ذلك، محاولات قطر تدويل ملفها، عبر الدعاوى التي ما انفكت ترفعها في كل الاتجاهات، ورغم أن العالم بات مقتنعاً بدوافع قرار المقاطعة الصادر عن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، يواصل نظام الدوحة التنصل من واجباته، عبر الاستمرار في فبركاته وأكاذيبه، مخادعاً كعادته، متنكراً للحقائق، ومتمترساً وراء علاقاته المشبوهة سواء في طهران أو تل أبيب أو واشنطن، في حين يتأكد أصحاب العقل والحكمة مع إطلالة كل يوم جديد، أن الحل في الرياض، وأن القفز على الجغرافيا والتاريخ مغامرة عادة ما تودي بصاحبها إلى السقوط المريع في هوة المجهول.

وعندما تتحدث التقارير الإعلامية والاستخباراتية عن استمرار نظام قطر في التواصل مع الجماعات الإرهابية في البحرين ومصر واليمن وليبيا وسوريا والعراق وأفغانستان وفي دول الساحل والصحراء، وعن تحريك أصابع اخطبوط الشر ضد الدول الشقيقة والأنظمة الوطنية والسلم الأهلي في دول الجوار، فذلك يعني أن الدوحة تراهن على عنصر الزمن، مستقوية بثرواتها الطائلة، وبأسلحة وذخائر حلفائها في بؤر التوتر، وبعلاقاتها المشبوهة، ما خفي منها وما ظهر.

ولكن ما لم يدركه النظام القطري، هو أن الأوراق انكشفت، والتهم ثبتت، والقوى الكبرى أجمعت تقريباً على تورطه في دعم الإرهاب، كما أن الشعوب استفاقت من غفوة الخريف العربي، وأدركت أخيراً أنها كانت ضحية مؤامرة لعبت فيها الدوحة دور عرّاب الخراب عبر إعلام مجرم ومال قذر ونظريات مدمّرة وجماعات تمارس الرقص على جثث الأبرياء.

وبالتالي، فإن قطر في خطر، بعد أن تحول نظامها إلى ورم خبيث ليس في جسد العروبة فقط وإنما في قلب العالم، والإبقاء عليه يعني اتساع بقعة نشاطه الجنوني عبر خلاياه الإرهابية والإجرامية التي تعلمت منه كيف تشذّ عن قواعد الأمن والاستقرار والسلام والمحبة بين الشعوب، وكيف تزرع الموت وتحارب الحياة حيث اتسع مداها وتحركت خطاها

قطر في خطر، ولوكان لتميم حلفاء صادقون أو مستشارون مخلصون، لحذروه من الاستمرار في اللعب بالنار، فما كل مرّة تسلم الجرّة، وقديماً قيل: «العاقل إذا أخطأ تأسف والأحمق إذا أخطأ تفلسف» رغم أن ما قام به النظام القطري يتجاوز حد الخطأ إلى أعتى مستويات الخطيئة بشهادة الدماء التي سفكت والشعوب التي شردت والأوطان التي دمرت والبلدان التي خربت والمؤامرات التي حيكت.

 

Email