لم تكن زلة، كلمات الاعتراف التي أطلقها وزير خارجية قطر من روما، عندما أكد للعالم أن قطر تدعم الإرهاب، وأنها ليس وحدها في المنطقة؛ وإنما مصادقة رسمية من مسؤول قطري رفيع، باعتراف قطر بأنها تدعم وتمول الإرهاب.
حقيقة، دولة مثل قطر لا تحتاج لمثل هذا الاعتراف، لأن تاريخها الإرهابي وسياساتها المراهقة تشهد لها بذلك، لكن هذا الاعتراف مهم ليقدم لكل من لم تقنعه أدلة دول المقاطعة، أو تصريحات الإدارة الأميركية، ليأخذ العلم من الدولة الإرهابية المتورطة نفسها، ولا أدلة بعد الإقرار.
الدوحة متورطة في تمويل التطرف والعمليات الإرهابية في مصر، وهي أيضا ذات اليد الدموية في ليبيا، وبحسب مصادري الخاصة فملف علاقة قطر بمقتل القذافي سيفتح قريبا.. في نفس الوقت، مولت القاعدة وداعش في فترات مختلفة، وبدول متعددة، واحتضنتهم ومنحتهم المنابر الإعلامية. هي أيضا ذات علاقة بالحوثيين الانقلابيين، والإرهابيين في القطيف ولبنان وسوريا.
من خلال ما قاله وزير خارجية قطر، هو إعلان رسمي لسياسات الدوحة، التي ترى أن دعم التنظيمات والجماعات الإرهابية هو جزء رئيس من مشروعها في المنطقة، والتي كانت تحاول أن تنفيه في فترات سابقة، أو تحاول أن تتحايل عليه، بطرق بالية ومتهالكة، لكنها اليوم تقول به صراحة، ومن أوروبا. هو بمثابة التحدي للعالم، لذلك لا أعتقد بأن تصريحها سيمر هكذا، حتى بمنأى عن الأزمة الحالية.
هناك أمر آخر، يجب أن نشير إليه، وهو أن هذا التصريح يعد أحد أهم الدلائل القائلة بوجود أكثر من طرف يدير الدولة القطرية، صراع الأجنحة، التي تدعم، وأخرى ترفض، الباحثة عن التصعيد، وضدها المناقض، لأن الأكيد أن الدولة العميقة هي من تتحكم بشكل كبير، ويبدو هذا واضحاً، تزامناً مع الأنباء التي تقول بفرض الإقامة على تميم في الدوحة، وإلغاء بعض زياراته المجدولة، دون وجود أسباب واضحة.
قد يستغرب البعض عن سبب توقيت الإعلان، والأمر يعود لأن نية التصريح مبيتة، لكن الإملاءات المتكررة، والتناقض والازدواج مع المواقف المتسارعة، أربك جدولة الاعتراف.. الكثير من الأوامر والبيانات الجاهزة التي تصل لوزير الخارجية، بسرية تامة، من مكتب الأمير الوالد، معظمها لا يمر حتى بتميم، المغيب قسراً، حيث تقول الأنباء بتحييده تماماً عن ملف الأزمة. وكل هذا سيظهر جلياً تباعاً.
انتهى زمن عبث قطر، وجاء وقت المحاسبة.. هذه المرة لن تكون بمعايير الطبطبة، وإنما بالحزم، لأن من يمثل إيران أو داعش، لا يمكن التعاطي معه إلا إرهابياً. والسلام