الثالث من يوليو بين إطاحة مرسي وتعنت تميم

ت + ت - الحجم الطبيعي

سيذكر التاريخ أن الثالث من يوليو 2017 كان اليوم الذي أبدى فيه أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني تعنتاً ومكابرة، فحكم على نفسه ونظامه وبلده بعزلة أضيق وعقوبات أوسع وموقف أصعب، بينما كان بإمكانه أن يستجيب لمطالب الأشقاء، وأن يتوب عن سنوات المكر والغدر والعداء، ويعتذر عما اقترف في حق أمته والعالم من خطايا وأخطاء، وأن يدشن مرحلة جديدة من عهده، لا يدعم فيها الجماعات الإرهابية، ولا يتآمر فيها على الدول الخليجية والعربية، ولا يتحالف فيها مع الأنظمة التوسعية، ولا يفتح فيها بلاده لا لقاعدة تركية، ولا لمجاميع الحرس الثوري الإيراني.

وسيذكر التاريخ أن في هذا اليوم، اضطرت دول المقاطعة، إلى تصعيد مستويات العقاب، لمن احترف دعم الإرهاب، وعمل على تمويل عصابات الإخوان لتمزيق المجتمعات وتخريب الأوطان وحرق البلدان، وأن الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والبحرين ومصر، إنما اتخذت قرارها ضد الإمارة المتمردة على القانون والأعراف والأخلاق والقيم الدينية والمبادئ الإنسانية، من باب الدفاع عن النفس.

وعندما يتعنت تميم وحاشيته، وتكذب ديبلوماسيته ويضلّل إعلامه، فمعنى ذلك أنه لم يقرأ الرسالة وما فيها، أو أنه قرأها ولم يفهم معانيها، أو أنه فهم وتجاهل المضمون، وخدعه المستشارون والمقربون، فزينوا له الاستمرار في المكابرة والعناد، دون التفكير في مصلحة البلاد والعباد، وأقنعوه بأن قوته تكمن في دعم الجماعات الإرهابية، وفي تبنيه للعصابة الإخوانية، وفي الإبقاء على «الجزيرة» كبوق للضلال والشقاق.

سيذكر التاريخ أن هذا الموقف القطري الضال، تزامن مع الذكرى الرابعة لإطاحة حكم المرشد المحتال، عندما أعلن شعب مصر الكريم، وجيش مصر العظيم، عن إنهاء حكم الإخوان المتأسلمين، وإخراج مرسيهم من قصر الاتحادية، مطروداً بإرادة الجماهير الأبية، لتخسر قطر رهانها الكبير على إخوان الشر، وتبدأ في مرحلة التحريض على المؤسسات السياسية المصرية سواء كانت عسكرية أو أمنية أو قضائية، وبدأت في تمويل وتسليح الإرهابيين، وفي الدعوة لسفك دماء المصريين، وفي مضايقة كل من قال إنه مع شعب مصر في ثورته التصحيحية.

قبل أربع سنوات أطيح بمرسي من كرسي رئاسة أرض الكنانة، فانتهى سجيناً متورطاً في الخيانة واليوم يسقط تميم أخلاقياً وسياسياً، خليجياً وعربياً وإسلامياً ودولياً، بعد أن أصّر على الاستمرار في غيه وضلاله، وتمسّك بمؤامراته وسوء أفعاله، غير مدرك أن التلاعب بمصائر الشعوب لن يستمر، وأن التآمر على الأشقاء لن يمرّ، كما أن الاستقواء بإيران لن ينجيه من تشديد العقوبات، ولا قاعدة أردوغان ستوفر له فرصة الإفلات.

مشكلة مرسي أنه عندما وصل إلى رئاسة مصر، اعتقد أنه صار قادراً على فرض سياساته وأحكامه، وأن الجماعات المتشددة ستضمن تأمين نظامه.

ومشكلة تميم أنه لم يفهم درس مرسي والمرشد والجماعة الإرهابية، واعتقد أنه يستطيع تحدي الدول الخليجية والعربية، فاختار الغرباء على الأشقاء، ومعارضي الصدفة على الأنظمة الشرعية، وإعلام التضليل والفبركات الشيطانية، على العلاقات الأخوية، وسار في طريق المكابرة غير واع بأن من يصر على التأمر والغدر والإساءة، هو الذي قرر أن يجعل مستقبله وراءه، بالضبط كما فعل محمد مرسى قبل أربع سنوات.

Email