قلة النوم شمّاعة الصائم

ت + ت - الحجم الطبيعي

حينما يدخل شهر رمضان يتذمر الناس من قلة النوم. لكن هذا الأمر لم تثبت صحته في الدراسة التي أجراها استشاري الأمراض الصدرية وطب النوم، الدكتور أحمد باهمام، إذ وجد أن مجموع ساعات النوم في شهري شعبان ورمضان تتساوى.

ليس هذا فحسب، بل إن المفارقة اللافتة، هي أنه رغم أخذ المشاركين في الدراسة لقسط كافٍ من النوم، فإنهم كانوا يشكون من زيادة حادة في النعاس خلال نهار رمضان، وذلك بسبب التغيير المفاجئ في مواعيد الاستيقاظ.

وهذا ما دفع الدكتور باهمام إلى أن يدعونا لتثبيت ساعات الاستيقاظ والنوم، لأهميته في ضبط الساعة البيولوجية، إذ إن الالتزام بذلك يجعل الصائم يستيقظ تلقائياً من دون منبه، وكذلك الحال عند محاولة النوم، حيث يفرز الجسم هرمون الميلاتونين الذي يدفع الإنسان إلى الإحساس بالرغبة في النوم.

وقد وجدت لدى دكتور باهمام، رداً على شماعة اضطراب النوم الرائجة في رمضان، حيث قدم لنا تفسيراً بأن الاضطراب يعود إلى اعتماد البعض على نوم النهار، الذي لا يغني عن نوم الليل، لكنه استدرك قائلاً: «لا بأس من غفوة قصيرة».

ذكرني حديثه بدراسة أخرى لجامعة هارفارد، كشفت تأثير القيلولة في الإنتاجية، حيث إنه حينما يقيّل المرء لمدة نصف ساعة، فإن إنتاجيته ترتفع، وكذلك معدل يقظته، وفي بعض الأحيان يعتدل مزاجه. كما أن قضاء مدة قيلولة لنحو 45 دقيقة يومياً، يساعد على تنشيط الذاكرة.

وهذا يعني أن النوم في رمضان، ليس معضلة في حد ذاته، بل المشكلة في طريقة تعاملنا معه، فنصبح وقد اكفهرت وجوهنا، فنصب جام غضبنا على الناس في الشارع والعمل والمنزل.

ولا يبدو أيضاً أن النوم وحده المشكلة، فهناك عنصر الإفراط في الأكل خلال الليل، وبالذات قبيل الذهاب إلى الفراش، الذي يؤدي إلى اضطراب النوم وزيادة ارتداد الحمض إلى المريء، ما يؤثر في جودة النوم، وفق كلام الدكتور باهمام.

ويتضح مما سبق، أن الصوم في حد ذاته لا يؤثر في جودة النوم، ولا هو سبب في زيادة نوبات النعاس في نهار رمضان، غير أن ما يحدث لنا في هذا الشهر الفضيل، إنما يعود إلى نمط الحياة الذي نختاره، ومنه طريقة النوم.. «الشمّاعة» التي نعلّق عليها تذمرنا في رمضان!

 

Email