القفز إلى مرحلة الروبوت

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا حاجة للدول بالبحث عن حلول لمشكلة البطالة، فمع العام 2050 لن يكون ثمة عمال أصلاً! فقد حلّ الروبوت مكان آلاف العمال في العالم منذ عقود. ومع التطور سيطرد ملايين العمال من وظائفهم.

وربما يصبح الإنسان الذي ابتكر هذه الآلة هو نفسه آلة لها بعد أن تكون اقتلعته من مكانه وحلت محله.

ما هي قصة الروبوت ومتى بدأت؟

بالعربية يسمى الإنسان الآلي أو الرجل الآلي، واختصاراً »الإنسالة«، وهو آلة قادرة على القيام بأعمال مبرمجة سلفاً، إما بإيعاز وسيطرة مباشرة من الإنسان أو بإيعاز من برامج حاسوبية. وغالباً ما تكون الأعمال التي تبرمج الإنسالة على أداء أعمال شاقة أو خطيرة أو دقيقة، مثل البحث عن الألغام والتخلص من النفايات المشعة، أو أعمال صناعية دقيقة أو شاقة.

ظهرت كلمة »روبوت« لأول مرة عام 1920، في مسرحية الكاتب المسرحي التشيكي كارل تشابيك، التي حملت عنوان »رجال روسوم الآلية العالمية«. ترمز كلمة »روبوت« في اللغة التشيكية إلى العمل الشاق، إذ إنها مشتقة من كلمة »Robota« التي تعني السُخرة أو العمل الإجباري.

ومبتكر هذه الكلمة هو جوزيف تشابيك، أخ الكاتب المسرحي سالف الذكر، الذي ابتدعها في محاولة منه لمساعدة أخيه على ابتكار اسم ما للآلات الحية في العمل المسرحي. وبدءاً من هذا التاريخ، انتشرت هذه الكلمة في كتب وأفلام الخيال العلمي التي قدمت عبر السنوات عدداً من الأفكار والتصورات لتلك الآلات وعلاقتها بالإنسان، الأمر الذي كان من شأنه أن يفتح آفاقاً كبيرة للمخترعين ليبتكروا ويطوروا ما أمكن منها.

ثمة أنواع عديدة من الإنسان الآلي، كما جاء في الموسوعات العلمية، منها ما يُستعمل في القطاع الصناعي، وهي عبارة عن أجهزة أوتوماتيكية يمكن تطويعها وإعادة برمجتها، وتتحرك على ثلاثة محاور أو أكثر، ويُستعمل السواد الأعظم من هذه »الإنسالات« في الشركات الصناعية الكبرى لغرض لحم المعادن والصباغة والكوي والتقاط ونقل الأجسام ومراقبة جودة أو صلاحية المنتجات النهائية، كما تُستخدم في تجميع أجزاء السيارات في المصانع.

وهي مبرمجة عادةً لتنفيذ مهامها بصورة سريعة مكررة ودقيقة، وقد تمت إضافة ما يسمى بالرؤية الحاسوبية (Computer vision) لهذه الإنسالات خلال السنوات الأولى من العقد الأول للقرن الحادي والعشرين، الأمر الذي جعلها تتمتع بنوع من الاستقلالية والمرونة في تنفيذ المهام المبرمجة، وذلك عن طريق فهمها وتحليلها الصور التي تستقبلها في حاسوب خاص مثبت بداخلها.

وهناك من أشكال الإنسان الآلي ما هو قادر على الحركة والقيادة من تلقاء نفسه، ومنها الطائرة بدون طيار، والطائرات ذات التحكم الذاتي ذات الشبكات العصبونية الاصطناعية، ولعل أبرز هذه الأنواع هي الإنسالتان اللتان أرسلتهما وكالة الفضاء الدولية في عام 2004 إلى سطح المريخ.

غير أن الروبوت لم يكتف بالمناطق التي احتلها فاقتحم المطابخ وغرف العمليات الجراحية الدقيقة وملاعب التنس ومطاعم الوجبات السريعة و.. الحياة الخاصة! ففي تقرير لـ»سكاي نيوز« أن خبراء الذكاء الصناعي يرون أنه سيكون بوسع الإنسان أن يتزوج من الروبوت، فيختار الزوج زوجة »آلية« أو تختار الزوجة »زوجاً آلياً«.

وتوقع الباحث في الذكاء الصناعي، دافيد ليفي، أن يصبح الناس قادرين على الزواج من وسط »الروبوتات«، في منتصف القرن الحالي، وبحسب ما نقل موقع »geek«، فإن »الروبوت الشريك«، سيكون قادراً على أداء كل المهام المتوقعة منه. ويوضح الباحث ليفي، أن بلوغ مرحلة الزواج في الذكاء الصناعي، رهين بمدى اكتساب الروبوت طابعاً اجتماعياً، وقدرته على محاكاة طباع الإنسان، علماً أنه لا يقوم في الوقت الحالي سوى ببعض الأعمال المحدودة.

ولا يستبعد ميت مكمولن، وهو صاحب شركة لصناعة الدمى الحقيقية، إمكانية زواج الإنسان من الروبوت مستقبلاً، قائلاً: إن شركته »أبيس كرييشن«، تعكف منذ مدة على جعل دماها أكثر شبهاً بالإنسان.

معلوم أن معظم ما اخترعه الإنسان عبر التاريخ لم يكن مقصوداً منه الإضرار بالإنسان، لكن ثمة من استغل هذه الاختراعات لإيذاء الإنسان بل و.. قتله.

مثال على ذلك ما صرح به الوزير الإسرائيلي بلا حقيبة أيوب قرّا الذي قالت عنه الصحافة الإسرائيلية إنه وجد الحقيبة التي كان يبحث عنها: وزير »الخيال العلمي« في الحكومة الإسرائيلية! في إشارة إلى إعلانه عن تطوير روبوت عسكري إسرائيلي في أميركا بإمكانه أن يجتاز الحدود مع غزة ولبنان بدل الجنود.

وأضاف قرا، الدرزي الإسرائيلي في حزب الليكود المتشدد، الذي فقد شقيقين خلال حرب لبنان عام 1982، إنه »في الماضي، سألت شمعون بيرس كيف يمكن تجنب إرسال جنود إلى غزة أو لبنان -كان يعلم أنني شقيق ثاكل- وقال: إنه علينا تسريع تطوير الروبوتات التي يمكنها استبدال جنود الجيش الإسرائيلي«.

وتابع، »الطائرات بدون طيار التي يجلس طائرها في واشنطن بينما تحلق الطائرة في العراق مركبة أكثر من هذا الروبوت. إنه أمر يمكن تشغيله من حدود دولية ضد عناصر عدوة. من الطبيعي التفكير بهذا الاتجاه، أي قائد سيفعل ذلك«.

كم حري بنا نحن العرب أن نقفز إلى مرحلة الروبوت بدلاً من أن نكون روبوتات تحركها القوى الكبرى خدمة لمصالحها وأطماعها!

 

Email