خلوات الشيخ محمد بن راشد

ت + ت - الحجم الطبيعي

ورد في قواميس اللغة العربية: خلا فلان بصاحبه خلواً وخلوة وخلوّاً وخلاء، أي انفرد به في خلوة.

ونفهم من هذا، أن الإنسان قد يختلي بنفسه، أو يختلي بشخص ليبوح له بما عنده بعيداً عن أعين الرقباء وأسماعهم، المهم أن الخلوة تعني الانفراد بالنفس أو بشخص ما، لأن الكلمة تحمل معاني السرية والخصوصية.

لكن ما نراها اليوم من خلوات لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، مع هؤلاء المنتخبين من أبناء الوطن، فإنها ليست من قبيل الخلوة التي قرأنا عنها في قواميس اللغة، فالشيخ محمد بن راشد ليس بينه وبين شعبه أسرار حتى يختلي ببعض دون بعض، وليس بينه وبينهم من حواجز أيضاً، فهو كما رأيناه، يجلس معهم جلسة الأخ مع أخيه، أو جلسة الأب مع أولاده، ومن ثم، هو قريب من الجميع والجميع قريبون منه.

إذن، ما نراه اليوم من خلوات، ما هي إلاّ نخب منتخبة من الشباب، يريد سموه أن يخلق منهم قياديين من رجال ونساء، ويريدهم مسؤولين عن إدارة المستقبل الذي سوف يعتمد على العقول لا الحقول.

نعم.. النفط سينضب، وقد قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إن آخر شحنة سوف تحمل بعد خمسين سنة، وبعدها سيكون الامتحان الصعب أمام الجيل أو الأجيال القادمة.

إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، يقرأ المستقبل بعين البصير وقلب الحاذق، ويعدّ الشباب للمستقبل قبل أن يفاجئهم المستقبل، ولا مستقبل لمن لم يستثمر حاضره من المواهب والقدرات، أو لم يخرج من صمته ليعلن عن استعداده للقاء السنوات العجاف.

أجل.. يخرج الشيخ محمد بن راشد في كل مرة بمئة شاب وشابة، يخرجهم من الجو التقليدي ليكسر كسلهم وخجلهم، ويعرف ويرى عملهم وأملهم، فالإنسان لا يبدو أنه يحمل طاقة، إلا إذا احتك بغيره أو وضع على المحكّ فعلاً.

نعم.. خلوات الشيخ محمد بن راشد ذكية، وذكية جداً، فهو يعطي الفرصة لكل فئات المجتمع، ويختبر مختلف المستويات العمرية، دون أن يشعرهم بذلك، ويستمع إلى كل الآراء والاقتراحات، ويطيل الجلوس معهم، ليختبر صبرهم وجلدهم، وتهمه الطاقة الإيجابية فيهم.

فمن خلال هذه العصفات الذهنية التي يشترك فيها الأدباء ورجال المال والاقتصاد والشعراء والأطباء والمهندسون ورجال الصحافة والإعلام والكتاب وغيرهم، يخرج سموه برأي جماعي، ويخلص إلى شيء يسمى عمل الفريق.

ولذلك، فإنك ترى اليوم في دولة الإمارات صفاء لا يوصف، ونقاء ليس بعده نقاء، وودّاً لا يقدر بثمن، وتفاهماً والتفافاً حول القادة لا يحدّ مداهما، والسبب أن القائد لا يأكل وحده، بل على مائدة يجلس معه عليها أبناء شعبه.

ولا يعمل وحده، بل يكوّن فريق عمل هنا وفريق عمل هناك، وفي النهاية يخرج القائد ليعلن على الملأ: أنا وشعبي نحبّ المركز الأول.

نعم.. يقول ذلك وهو واثق مما يقول، فهو وشعبه جلسوا معاً وصنعوا المستقبل معاً، ولا أدل على هذا من هذه الخلوات الصيفية والشتوية التي تجمع بين عيال زايد وعيال راشد، بل والحكام جميعاً.

فالخلوة أيّها القرّاء، لا تفهموها فهماً لغوياً دقيقاً، ولكن احملوها على المعنى العملي والواقع الفعلي الذي نراه نحن في عام الخير، أو الذي رأيناه في عام القراءة أو قبلهما.

ولا شك أن أعوام دولة الإمارات كلها خير، فزايد غرس شجرة الخير، وخليفة وإخوانه يتعهدون شجرة اتحاد الخير بالسقاية والرعاية والاهتمام.

وأما صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، الفارس الفذ والشاعر الفرند والقائد الماهر، فيقود الحكومة الرشيدة إلى حيث واحات الأمن والأمان، مصطحباً معه هذه الثلة من الوزراء الشباب، ومستعيناً بهذه المئات المنتخبة الذين يشاركون في هذه الخلوات، ليرسموا السعادة والسماحة في كل مكان.

وإنني لعلى يقين بأن دولة الإمارات العربية المتحدة، برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد، حفظه الله، وبقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، رعاه الله، ستفاجئ العالم بصفوف من القياديين الذين تخرجوا ويتخرجون في مدرسة الشيخ محمد بن راشد، وفي خلواته وندواته.

ولا يذهب وقوفه أمامهم هباء، وهو يلقي محاضرات عن أخلاق القادة، فهو لا يعلمهم العمل فقط، بل يلهمهم التفاؤل والأمل، ألا فلا أمل مع اليأس، ولا يأس مع الأمل، وليحفظ الله تعالى دولة الإمارات، وليبارك لنا في القيادة الرشيدة.

 

Email