خرافة جمعية الإصلاح الجديدة!

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ حل جمعية الإصلاح الإخوانية بالإمارات عام 1994، والجماعة تحاول باستماتة أن تعود للعمل على الأرض، وكسب الأتباع، وتجنيد الشباب، والعودة إلى الزمن القديم بالمحاضرات والمجلات المصدرة آنذاك، ضمن تاريخ من الصراع مع الدولة، يعرفه الإماراتيون وذاقوا ويلاته.

حينها كان الشعار الشهير للشيخ زايد، رحمه الله: «ما هم بإخوان وما هم بمسلمين». لقد دأبت هذه الجماعة على الدبيب الصامت في المجتمعات، والتغلغل الذكي، وحين زار حسن البنا السعودية، طلب من الملك عبدالعزيز، رحمه الله، تأسيس فرع للإخوان المسلمين في السعودية، رفض الراحل الفكرة قائلاً: «كلنا إخوان وكلنا مسلمون».

اليوم يحاول نشطاء متحمسون العودة إلى التأسيس، لكن هذه المرة عبر «السوشال ميديا»، باحثين عن الوهج والرواج، غير أن العملية وئدت بمهدها، وأعلن سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، عبر «تويتر»، عن «نهاية جمعية الإصلاح الجديد، تلحق زميلتها»، مذكراً بجمعية الإصلاح القديمة.

الكل يدرك أنها أطلقت عبر «السوشال ميديا»، بعد أن حاصرها المجتمع على الأرض، ومن ثم الدولة، فالمجتمع الإماراتي كان أول الرافضين، لهذا التدمير الممنهج للإنسان والعقل، عبر نشر فكرة جمعية الإصلاح التي ظهر وقوفها ضد منطق الدولة!

جمعية عبر فضاء الإنترنت، غير مرخصة، معادية لمفهوم الدولة، تحشد ضد المؤسسات، تعادي المجتمع، تحارب الآخر الغريب في الوقت الذي تتعايش بالإمارات 200 جنسية من أنحاء الأرض، وتقف ضد الفرح، والمجتمع الإماراتي معروف بحبه للفرح البريء، والرزفة البهيجة، والنزهات الماتعة.

أولئك يريدون تحويل الحياة الإماراتية إلى جحيم لا يطاق، وفرن لا يرحم، وزنزانة باردة. لم يؤمنوا طوال العقود بالماضية بقيمة المدنية والدولة، ولم يعايشوا الناس بتفاصيلهم الدنيوية والحياتية، بل انشغلوا بالشكليات والقشور وتوافه الأمور.

كانت الغضبة الاجتماعية قوية ضد «جمعية الإصلاح الجديدة»، لأنها تعاند الحكام، وتستفز المجتمع، كأنهم يقولون للناس باستغفال: «إنكم على ضلال، سنعاود نشاطنا لنخرجكم من الظلمات إلى النور»، بالوقت الذي يُغبط فيه الإماراتيون على نماء ورفاه وتطور بكل المستويات، بالتعليم والرياضة والاقتصاد وكل مجالات الحياة والعيش الرغيد.

لقد سنت الإمارات قانوناً ضد الكراهية، وسعت إلى تمتين التعايش والتفاهم بين أفراد المجتمع، سواء من المواطنين أو المقيمين، ونشرت التسامح ومنهجته، ليكون أسلوب حياة.

‏وإذا كنا ذكّرنا بتصريح الشيخ زايد حول الإخوان، نتذكر رسالة أبوية من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، للمجتمع الإماراتي، الذي شدد على ضرورة الولاء للدولة، وليس لآخرين بهدف التخريب والتطاول على الدولة، يتذكر أنه قال لأحد الإخوان: «احنا قاعدين ‏نعالج المجتمع وكذا، فرد علي بالقول، يا شيخ المجتمع لا يعالج ‏إلا ‏بالسيف‏».‏

وأضاف سموه: «أنا أقول لكل إنسان في دولة الإمارات، يا أولادي يا إخواني تعالوا معنا ‏لننفع الناس، ‏ونرتقي بالناس، لا تشذ عني ولا تروح ولا تسير في طريق انت مدفوع ‏إليه بأجندات ‏خارجية... تعال كَوّن أجندتك الداخلية... تعال أصلح بيتك، وفريجك، ‏وحارتك... أصلح بلدك ‏وأصلح نفسك، هذه رسالة أوجهها لكل الناس، وأرجو أن ‏يسمعها كل من لديه ذرة في التفكير، أن يعي ‏هذا الكلام وأنا إنسان كل همي هذا ‏الوطن، وهذا الوطن من صغيره إلى كبيره... ‏ويا أيها الإنسان إذا كان لديك من القدرة، تعال شد على يدي وإذا أخطأت أنا ‏تعال ‏اصلح لي، لكن لا تأت بشيء غريب من الخارج».

إنها نهاية جمعية الإصلاح الجديدة... تلتحق بالقديمة البائدة!

Email