فليكن عام 2017 الأمل

ت + ت - الحجم الطبيعي

عام مضى يمثل محطة من محطات حياتنا التي يسير بها قطار العمر إلى محطة الوصول التي يتفاوت مداها وتتباين مددها الزمنية بين ركابه، غير أنهم يتفقون في أنهم بالأخير يغادرونه لا محالة، ومن أولى علامات مغادرتهم القطار هي الصعود إليه.

القطار يمثل مسرحاً تشخص أحداثه حياة الناس، ومحطاته تمثل سنوات العمر تبدأ فيه القصص وتتشابك العلاقات وتصبح وتتم الصداقات وأحياناً المشاجرات، وتعقد خلاله الصفقات وتجنى المكاسب وتحدث الخسائر، وفيه تتباين المقاصد، ولكل راكب قصة وخلفه تاريخ وتراث يحركه، وفيه يختار كل واحد الحالة التي يود أن تسير عليها رحلته.

ليكن عام 2017 فرصة جديدة نصل فيها من قطعنا ونجزل العطاء لمن حرمنا ونعفو عمن ظلمنا، لأن التسامح قوة تفوق قوة الانتقام، ولأنه بالحب يمكن لنا أن نحقق ما نريد في وطن بات عاصمة للتسامح، بل إن التسامح كان الأساس الذي قام عليه اتحاده، ولنجعل يومنا أفضل من أمسنا، وغدنا أفضل من يومنا، لتكن الإيجابية سلوكاً نقوم به كل يوم من أيام عامنا الجديد.

ولنضع لبنة في صرح الوطن، وليكن لنا سهم في مسيرة الظفر والنصر، لتكن جامعاتنا مصانع للخبرات وتزويد الوطن بكفاءات قادرة على مغالبة الصعاب وحل المشكلات، وليكن البحث العلمي وإتقانه وتعلم مهاراته والسير في دروبه هو القاطرة للتقدم ولحل الكثير من التحديات التي تواجه وطننا، وليكن الرقم واحد هدفاً لا محيص عنه أو تنازل.

عام جديد ومحطة جديدة في قطار حياتنا لنجعل منها فرصة لشحذ الهمة للبذل والعطاء، وأن يدرك كل منا أنه جندي في كتيبة البناء مهما كانت حدود مسؤوليته في مهمة، وأن دوره يعتد به مهما صغر، ولنجعل من التحديات فرصة لمغالبة الصعاب، ولنتيقن أن المستقبل لن يكون فيه مكان للمتواكلين أو المتهاونين أو المترددين.

وأن طريق النجاح لن يكون مفروشاً بالورود غير أن زاده الإرادة الحديدية المحاطة بالعلم والعمل، وأن من لن يكون له دور في صناعة مستقبله فعليه أن يتحمل العمل في عالم لم يشارك في وضع قواعد حركته لكنه لن يستطيع بمنأى عن دائرته، ليكن عام 2017 جولة جديدة للبناء لا للهدم، ونشر الحب بديلاً عن زرع الشوك.

والنظر إلى نقاط القوة وفرص النجاح لا جلد الذات، والانطلاق دون تردد في طريق السمو والعزة.

محطة مضت بما لنا فيها، والآن نكمل السير لاستقبال محطة جديدة من قطار الحياة، غير أنه واجب أن نقف قليلاً لننظر إلى ما مضى لكي نعد العدة للمستقبل، نظرة تجعلنا نعيد ترتيب أوراق حياتنا لنرى مواضع أقدامنا، وليكن 2017 أملاً لنا في تحقيق ما عجزنا عنه أو لم نحققه في 2016 وما قبلها، لنجعل من عام 2017 فرصة لنا لنعبر فيها لمن نحب عن مدى حبنا قبل فوات الأوان.

ولنفتح أبواب الخير لنا ولغيرنا نسعد بها أنفسنا ومن حولنا، ولنجعل من آمالنا وأحلامنا أهدافاً نسعى إليها حتى ولو تعثر ذلك مرة ومرة، فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس، ليكن عاماً نذوب فيه حباً لبلادنا، وأن ما يحدث حولنا يزيدنا يقيناً وإصراراً على استكمال دربنا ومسيرتنا لوطن معطاء حافظ على أبنائه ورعاهم .

كما ترعى الأم الرؤوم أبناءها، ولنكن على أهبة الاستعداد على صونه والذود عن حياضه بالغالي والنفيس، ولنجعل رايته فوق كل الرايات، ومصلحته قبل كل المصالح، وفداءه هوى تعشقه النفس، ولتكن حبات رماله في ضميرنا أغلى من التبر والماس، ولنجدد مع إشراقة شمس كل يوم العهد والولاء والانتماء للوطن المعطاء الذي نستظل بظله، لتكن شمس 2017 مفعمة بالنور والأمل ومزيداً من العمل.

 

Email