يوم الشهيد يوم الفخار

ت + ت - الحجم الطبيعي

«إن تضحيات شهداء وأبطال دولة الإمارات ستبقى محفورة في ذاكرتنا عنواناً للفخر والعزّة والمنعة، ونماذج مشرّفة في البذل والعطاء، ومنارة تضيء درب المستقبل المزدهر لوطننا، وستبقى دروساً عميقة لإلهام الأجيال القادمة بأسمى معاني التضحية والولاء والانتماء للوطن، والحفاظ على أمنه واستقراره وعزة وكرامة شعبه»

صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم

عندما يسقط شهيد في أرض المعركة فإن قلوب أهل الدولة، والأمة كلها تقوم متضرعة بالدعاء لأنه ضحّى بأغلى شيء من أجل وطنه وتراب وطنه وأهله وحكومته.. يشرئب يوم 30 نوفمبر سنوياً في دولة الإمارات العربية المتحدة ليقول شيئاً وأشياء، جاء يقول إن شباب ورجال دولة الإمارات العربية المتحدة تركوا الدنيا وزخرفها وزينتها من أجل الشهادة والكرامة والكبرياء والمروءة.

ومنذ أول شهيد إماراتي، سالم سهيل بن خميس، سقط دفاعا عن وطنه وعروبته على أرض جزيرة طنب الكبرى في 30/‏‏11/‏‏1971م وقوافل الشهداء الإماراتيين تترى في أكثر من أرض دفاعاً عن المبادئ الإنسانية العليا والكرامة والحق والواجب، فجنود دولة الإمارات العربية المتحدة في أفغانستان والكويت وكوسوفو والصومال واليمن حالياً سطّروا أروع التضحيات إثر التضحيات تجسيداً لمعاني التلاحم بين هؤلاء الجنود والشعب تحديداً وقيادته الرشيدة.

فشباب دولة الإمارات اليوم يصنعون تاريخاً من دمائهم الزكية العطرة تنفيذاً لنداء الواجب والحق والقيادة الرشيدة، جنود دولة الإمارات العربية المتحدة ساروا على نهج حكيم العرب الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -رحمه الله- لأنهم عياله، ونهلوا من حكمته ورؤيته السديدة الكثير، وأصبحوا سفراء سلام يحملون على عاتقهم قيم النبل والسلام والطمأنينة لكافة البشر.

إن المتفحص لدور القوات الإماراتية في بعض الميادين والمواقع والبلدان يرى أنها تبني الشوارع والمستشفيات والمشافي والمرافق خدمةً لأهل هذه الدولة المنكوبة بويلات الحروب والدمار، والدليل المسميات التي تحملها تلك المشاركات العسكرية التي تحمل الخير والسلام والأمل، مثل: «حرب تحرير الكويت عام 1991م»، «إعادة الأمل في الصومال عام 1992م»، «قوات التحالف العربي في اليمن».

وأمام هذه الروح المضحّية العالية في عطائها قدّمت قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة أروع المواقف للشهداء والأبرار، وقفت وقفة تحية وإجلال وتقدير لهم، مجسّدة بأمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بإنشاء مكتب في ديوان ولي عهد أبوظبي يعني بشؤون أسر شهداء الوطن ومتابعة شؤونها، وتقديم الدعم لأبنائها كما أمر سموه بإنشاء نصب تذكاري لهم في العاصمة أبوظبي، وعطاءات الحكومة ودعمها لهم لا يتوقف لأنهم رجال وأي رجال، رحلوا عن هذه الدنيا، وخلّدوا أسماءهم وأسماء أسرهم شموسا كبيرة في تاريخ الأمة والحقيقة الناصعة والفخار الإنساني.

إن دماء هؤلاء الشهداء تصنع قلائد تربط الأمة بمعاني القوة والظفر والوحدة والتضامن والنصر، وتُجسّد معاني الفداء والعطاء والانتماء ونصرة المظلوم ورد الحق لأهله، فرحم الله شهداءنا الأبرار لأنهم تركونا جسداً، وظلّت أرواحهم عنواناً كبيراً للعطاء والبذل والحق والفخار لنا جميعاً.

 

Email