منظومة الجيل الرابع للتميز الحكومي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تواجه الجهات الحكومية في دولة الإمارات العربية المتحدة، سواء الاتحادية والمحلية منها، تحديات كبيرة في مواجهة المتغيرات والمستجدات والمتطلبات المتعددة على مستويات الحكومات والشراكات والمتعاملين والمجتمع، حتى تكون في المقدمة والريادية، وتكون في عرين المنافسة دوماً، لذا، فهي تبني استراتيجيات مهمة في التخطيط الاستراتيجي والاستشرافي والإبداع والابتكار والموارد البشرية، من أجل تحقيق ميزة التنافسية المثلى.

تُعد دولة الإمارات العربية المتحدة، من أهم الدول التي تهتم وتعمل على استحداث وتطبيق ممارسات ريادية لبرامج التميز المؤسسي على مستوى العالم، إذ تأتي هذه الخطوة، كنظرة ثاقبة متقدمة لحكومة دولة الإمارات، لتحقيق رؤيتها الاستراتيجية الممتدة حتى 2021 م، وسعيها لتولي الريادة عملياً في هذا المجال، لأن فارس التميز الأول، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لا يرتضي الترتيب الرديف أو الآخر، سواء كان ثانياً أو ثالثاً، بل يريد الأول، مستحوذاً على القمة الأولى للأول دوماً، وهذا نهج الحكومة لدينا.

والمتتبع لجهاتنا الحكومية الاتحادية والمحلية، يرى أنها استفادت من أفضل التطبيقات العالمية المتبعة بهذا المجال لبناء ثقافة التميز ووضع حجر الأساس، كالنظام الأوروبي للجودة (FQM)، وأداته الشهيرة (RADAR) للتحسين المستمر، كأحد أهم الأنظمة العالمية في التميز، والتي تتكون من تسعة معايير، بدءاً من معيار القيادة، وانتهاء بمعيار نتائج الأداء الرئيسة.

كما أنها باتت تُستخدم في العديد من برامج التميز الحكومي على مستوى الدولة، كجائزة دبي للجودة، وبرنامج أبوظبي للأداء الحكومي المتميز، وبرنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، الذي أخذ مؤخراً يغير نهجه إلى منظومة الجيل الرابع للتميز للدورة الحالية 2016 م، لتحقيق الأهداف الاستراتيجية وتحقيق التنافسية، ونتيجةً لذلك، فقد حققت دولة الإمارات العربية المتحدة، العديد من الإنجازات، ومنها: الحصول على المركز الأول إقليمياً في التنافسية العالمية لريادة الأعمال 2016 م، كما تصدرت أيضاً في مؤشر السعادة عربياً وخليجياً بين الدول الأكثر سعادة في 2016 م، والإنجازات تتوالى، ولله الحمد.

ولأن الطموح لا حدود له، لهذا جاء الوقت للانطلاق إلى واحة التميز وتحقيق الأول فيه عالمياً، أو المنافسة على الأول مع برامج تميز أكثر خبرةً ومعرفةً وتاريخاً وعراقةً، لتبادر دولة الإمارات باستحداث نموذجها الريادي في التميز المؤسسي، الذي أُطلق عليه الجيل الرابع للتميز، الذي نتج عن مراحل التميز الحكومي في دولة الإمارات العربية المتحدة، بدءاً من عام 1994 م (جائزة دبي للجودة)، و1998 م (برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز)، و2009 م (برنامج الشيخ خليفة للتميز الحكومي)، وجائزة محمد بن راشد للأداء المتميز، و2015 م (منظومة التميز الحكومي)، كإثراء فكري ونضوج مؤسسي لثقافة التميز وآلياته وممارساته في الدولة، من أجل تحقيق السعادة وتخطي توقعات المجتمع وتحقيق متطلباته في الحصول على خدمات حكومية عالية الجودة بمستوى سبع نجوم، وبأعلى درجات الكفاءة والفاعلية، ودعم التوجهات الحكومية في مجال الابتكار.

لذا، فقد تم استحداث الجيل الرابع للتميز، الذي يرتكز على مفاهيم الأجندة الوطنية في الجهات الاتحادية، وخطة دبي الاستراتيجية في الجهات المحلية في دبي، والمهام الرئيسة في الريادة، كالابتكار والتطوير المستمر واستشراف المستقبل، وتتربع الريادة على أهم أسباب النمو والنجاح، بناءً على أحدث التجارب العلمية الحديثة.

ومن هنا، انطلقت الرؤى الريادية لدولة الإمارات، عندما عقدت العزم على بناء أول قمر اصطناعي عالمي (خليفة سات)، على أيدي مواطنيها، التي تعتبر انطلاقة لمرحلة جديدة لدخول الوطن العربي عصر التصنيع الفضائي، والمنافسة في مجال علوم الفضاء، وهي بحد ذاتها رسالة كبيرة لفكر استشرافي عالٍ لكل العرب والعالم من غربه وشرقه، بأن دولة عربية واعدة على ضفاف الخليج العربي.

أصبحت رائدة في مجال الفضاء وصناعة الفضاء، وعلى لوحة استشرافية أخرى، يأتي مشروع »مسبار الأمل«، والمزمع وصوله إلى المريخ بحلول 2021 م، كأحد أهم الأهداف الاستراتيجية لدولة الإمارات، وتثبت للعالم حديثه وقديمه، أننا أهل حضارة وفكر وإنجاز وريادة وتميز، وكما كان لنا دور سابق في المعرفة الإنسانية، سيكون لنا أثر عميق في صناعة التاريخ والمستقبل.

واستشراف هذا المستقبل وصناعته واستحضاره، كلوحة أمامنا، لتضيف جمالاً فوق جمال واقعنا، حكومةً وشعباً، وإنجازات حضارية لا تتوقف، لأن طموح القادة كبير، وطموح الشعب معهم كبير، لهذا، شرعت هذه القيادة الطموح على تطوير برامج التميز الحكومي، لتواجه الجهات الحكومية تحديات جسام لتحقيقها وتطبيقها في منظومة العمل الإداري، لأن فكر القادة في مجال التميز، فكر مستدام.

 

Email