تحديات الموارد البشرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعزز دبي مكانتها عالمياً باعتبارها الجهة الاقتصادية والتجارية الأكثر استقطاباً لحركة المال والأعمال والسياحة المحلية والعالمية على حد السواء.

وانطلاقاً من حرص الإمارة على تنمية الفكر الاقتصادي في معظم أعمالها اتجه رجال الأعمال من الغرب والشرق إلى دبي حاضرة المال والأعمال ليؤسسوا مشاريع تنموية تحقق قيماً وإنجازات عالية المستوى.

والمتفحص لحركة المشاريع العقارية في دبي يرى زَخَماً عقارياً كبيراً تصل فيه قيمة المشاريع إلى (400) مليار دولار بمجموع (3700) مشروع عقاري حسب تقرير صادر من شركة متخصصة في هندسة معلومات البناء والإنشاءات (البيان – العدد 13212).

وهذا الأمر الذي يجعل الإمارة والجهات الحكومية في تحدٍ كبير لمواجهة هذه المشاريع التي في حال إنجازها وتنفيذها ستجلب بشراً بالملايين يسكنون دبي مدينة الأحلام، لذا فالخطط الاستشرافية للجهات الحكومية وجب أن تتسابق مع هذه المشاريع الضخمة، وتقديم خدمات لهؤلاء البشر تتسم بالفرادة والتميز والريادة والجودة، وهذا يقودنا إلى عنوان المقالة: (تحديات الموارد البشرية).

فالموارد البشرية مثلها مثل غيرها من الإدارات تواجه تحديات، والمهمة الملقاة على عاتقها ليست سهلة كما يعتقد البعض.

وقد ظهرت مجموعة من التحديات التي تواجه إدارة المنظمة بصفة عامة وإدارة الموارد البشرية بصفة خاصة، وتتمثل هذه التحديدات في التحول من عصر التصنيع إلى عصر المعلومات والتحول من الأسواق المحدودة إلى الأسواق العالمية ومن البيئة المستقرة إلى البيئة المتغيرة ومن العمل الجسماني والبدني إلى العمل الذهني والعقلي ومن الأداء الفردي إلى الأداء الجماعي.

إذاً يجب على الوحدات التنظيمية للموارد البشرية وضع الخطط الاستراتيجية للموارد البشرية تقوم على رؤية استشرافية تستوعب من خلال المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. الخ، كون البشر أو بالأحرى السكان في الإمارة أو الزائرين يحتاجون إلى خدمات أمنية ومرورية وإسعافية وطبية عالية المستوى.

لأن دبي لا ترضى بالقليل والمحدود، والاعتيادي، وأمام هذه التحديات نرى أن تعيد الجهات الحكومية هندسة عملياتها وتحديداً إدارات وأقسام الموارد البشرية الابتكار والإبداع والمعرفة وإعادة هندسة عملياتها في مجال التوظيف والتعيين وقياس إنتاجية الموظفين الحاليين.

نحن الآن بالفعل أمام تحدٍ كبير وفكر استراتيجي نحتاجه هنا لأن الجهات الحكومية مطالبة أن تسعى إلى تحقيق شيء كبير لهدف كبير ألا وهو تأمين عددية الموارد البشرية لمواجهة كل التحديات والمخاطر التي قد تواجه الجهات الحكومية لأن دبي أصبحت رمزاً للتميز والإبداع وتحتاج من الجهات الحكومية فيها إلى صناعة مبادرات تتسم بالإبداع والابتكار، فهكذا هي دبي الأسطورة الحيّة التي يصعب تقليدها.

ومن ذلك تحديات الجودة. حيث تسعى الموارد البشرية وخلال الموارد المتوفرة لديها للوصول لأفضل درجة من الجودة، لذلك يجب أن تكون إدارة الموارد إدارة واعية يكون لديها ابتكار وإبداع في أساليب لتنفيذ تلك الأسس المتعلقة بالجودة إضافة إلى التحديات الاجتماعية وزيادة الأسعار.

حيث يكون لزاماً على المؤسسة زيادة الرواتب والحوافز، وبسبب قصور في الميزانية، يمكن للموارد البشرية تنفيذ نشاط اجتماعي مثل سوق خيري أو جمعية أو صندوق زمالة ونحو ذلك.

ومن التحديات أسلوب الأداء الأمثل. فهو مرتبط بالجودة ولذلك فعلى الموارد البشرية أن تعمل على استخلاص ما هو أفضل أداء لدى العمالة ويجب على موظف الموارد البشرية أن يعمل بتوازن بين طموح العامل ورغبة الإدارة وهذا يعتمد على مهاراته وسماته الشخصية.

 

Email