ارهابيون عائدون

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما عاد العديد من "المقاومين العرب" ضد الغزو السوفييتي لأفغانستان «الأفغان العرب» الى ديارهم عاد البعض منهم بأفكار بعيدة عن الجهاد الإسلامي الذي آمنوا به مقتنعين بوجوب التوجه لأفغانستان لمحاربة المد والأفكار الشيوعية الغازية، فقد عادوا بخبرات إرهابية قتالية وعادوا بأفكار تغيير الأنظمة في بلدانهم، وعندما فشلت أفكارهم الشيطانية وقاومتها المجتمعات قبل الدول اتجهوا الى التغيير والتنظير الإرهابي التكفيري، ورافقها بعض العمليات الإرهابية الموجهة إلى مجتمعاتهم ودولهم.

وفي المستقبل من المتوقع أن نشاهد انهزاماً وتراجعاً وتسرباً من الجماعات الإرهابية كداعش والقاعدة وبعض المنظمات الإرهابية الشبيهة لها بالمسار والأسلوب والمختلفة معها طائفياً وأيديولوجياً كالحشد الشعبي وحزب اللات وبعض المنظمات الإرهابية الطائفية التي مارست القتل والتهجير والإرهاب في سوريا والعراق، والتي شارك بها بعض أبناء الخليج في كل المنظمات الطائفية الإرهابية.

وقد تتسرب بعض مجموعات هذه المنظمات الى أوطانها حيث الأمن والأمان وهي متزودة بمهارات التفجير والتخريب والإرهاب والطائفية، فالأرقام تتحدث عن 3000 إرهابي من تونس وعدد يفوق 2000 من دول الخليج وهناك أكثر من 1800 إرهابي أوروبي وأكثر من 700 إرهابي من دول القوقاز والجوار الروسي، وهي في الواقع تشكل تهديداً خطيراً على الأمن والسلم العالميين وعلى الأمن الوطني والإقليمي للدول الأخرى، مما يجعل تجربتنا مع عودة الأفغان العرب تعود مرة أخرى ولكن بشكل أكثر عنفاً وضراوة.

ولذلك على الدول والمجتمعات ان تكون واعية للتخطيط لما بعد مرحلة الإرهابيين العائدين الذين اختلطوا بثقافات إرهابية عدوانية ضد الجميع وعادوا لنا بتجارة الإرهاب والترويع لنشرها داخل مجتمعاتنا الخليجية الآمنة، ولذلك لا بد من قيام جهد عالمي موحد ومتوحد لمكافحة الإرهابيين العائدين لدولهم عبر تزويد دول العالم بأسماء وصور وبصمات والحمض النووي لهؤلاء الأشخاص الإرهابيين.

كما على عائلات الإرهابيين العائدين التعاون مع السلطات الأمنية المحلية للإبلاغ عن أبنائهم أو أقربائهم الإرهابيين العائدين بالأفكار الداعشية والقاعدية والحشدية والحزبية الطائفية في جهد وطني لحماية أبنائهم وعائلاتهم ومجتمعاتهم وأوطانهم من أفكارهم وأفعالهم الإرهابية المتوقعة.

فالحوادث السابقة أثبتت أن الإرهاب سوف يضرب ويحرق بناره الجميع وسوف تكون العائلات والأوطان والمجتمعات والدول تحت تهديد الإرهابيين العائدين وسوف تكون لدينا قنابل متفجرة وموقوتة ومعدة للانفجار في وجوهنا.

فلنتعاون ضد الإرهاب العائد إلينا.

Email