نخب المؤسسة تعرقل ترامب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أهلاً بك في النادي يا أميركا. فأنت الآن تختبرين عن كثب، ما كان ينظر إليه في السابق على أنه شيء لا يحدث إلا في البلاد الأجنبية، إلا أنه محاولة اختطاف انتخابي واضح من قبل نخب المؤسسة.

ماذا تفعلين عندما يتبين أن العملية الديمقراطية أكثر بقليل من كونها ديمقراطية محضة. بمعنى أن، حيث إن الناس الذين يقفون حالياً إلى الجانب الفائز لا يساندون رؤيتك إلى العالم؟، أنت تسربين ذلك، وتستخدمين التفات الإعلام إلى قضايا لإصدار البيان الخاص بك. المرشح الجمهوري الرئاسي دونالد ترامب، لديه المؤسسة على يمينه ويساره، على حد سواء، بحيث إنها لم تعد حذرة بعد الآن في إبراز كل العراقيل لإنهاء ترشيحه.

والتقت مجموعة من أصحاب المليارات والمسؤولين التنفيذيين التقنيين على جزيرة خاصة، قبالة الساحل وقبالة ولاية جورجيا، في وقت سابق من هذا الشهر، من أجل المنتدى السنوي العالمي لمعهد أميركان إنتربرايز.

ويستبد الذعر بالفنيين، بسبب موقف ترامب المتشدد من الهجرة، فهم يعتمدون إلى حد كبير على الموظفين المولودين في الخارج، الذين سيعملون بأجور منخفضة، ويتركون العاملين الأميركيين على الهامش. وترامب يهدد ممارسات التشغيل المنتشرة للصناعة بكاملها.

أصحاب الأموال في موقف غير مألوف وغير مريح، من حيث إنهم لا يتمكنون من شراء النفوذ، لأن ترامب لن يقبل أموالهم. وكبار رجال المؤسسة القدامى في المؤسسة، كما هي الحال دائماً، يبحثون عن كلمة لا. وفي حال لم يربح الحصان السباق، فلن يكون بإمكانهم تحقيق نفوذ في الإدارة الجديدة، أو التأثير، لا في العملاء بصلاتهم البيت الأبيض. هم يصدرون بياناتهم المناهضة لترامب، من خلال المرشحين الحاليين والسابقين، مثل ماركو روبيو وميت رومني.

معارضة ترامب من اليسار، اتخذت شكلاً مختلفاً. سباق ترامب في شيكاغو ألغي فجأة أخيراً، عقب تضخم الاحتجاجات التي أصبحت جامحة. أيليا شايمان المدير التنفيذي لموقع «موف أون دوت أورغ بوليتيكال آكشن»، أصدرت بياناً لدعم العرقلة المخطط لها لتجمع شيكاغو، وجاء في البيان: «أيد الموقع بفخر، جامعة إلينوي في شيكاغو، طلاباً ومنظمين محليين، في احتجاجهم غير العنيف الشجاع أمام الفعالية، وقد ساعدنا قادة الطلاب بطبع لافتات وتجميد أعضاء موف أون، لحضور الاحتجاج الذي يقوده الطلاب».

وبالتأكيد، بدا من الغريب أنه عقب مرور أشهر من فعاليات حملة ترامب، قرر النشطاء الانضمام إلى التجمع. خبر عاجل: أنتم تم استغلالكم يا رفاق. أنتم مجرد بيادق في لعبة صاحب مليارات، وهذا الملياردير ليس دونالد ترامب.

جورج سوروس، الذي تقدر قيمة شبكته بنحو 23 مليار دولار أميركي، كان داعماً بارزاً لحملة الرئيس الأميركي باراك أوباما للوصول إلى البيت الأبيض، عدد كبير من في الإدارة، استمدوا من مركز أبحاث يموله سوروس، وهو ممول كبير أيضاً لموقع «موف دوت أورغ».

أميركا ليست المكان الوحيد الذي حاول فيه سوروس أن يستعرض عضلاته السياسية. وفي نوفمبر الماضي، حظر مكتب المدعي العام الروسي، مؤسسات المجتمع المفتوحة الممولة من قبل سوروس، ومؤسسة مساعدة المجتمع المفتوح، الذين يمولهما سوروس، ووصف نشاطهما بأنه «تهديد لمؤسسات النظم الدستورية للاتحاد الروسي وأمن الدولة».

سوروس كتب مقالاً لصحيفة «غارديان»، صور فيه الروسي فلاديمير بوتين، بأنه عدو لأوروبا. وقال «الهجمات التي يشنها الإرهابيون مهما كانت مفزعة، لا تقارن بالتهديد النابع من روسيا».

هذا صحيح. على غرار عدم إمكانية مقارنة تهديد المصالح الخاصة في السياسة الأميركية بالتهديد المنبثق عن دونالد ترامب؟، هل من أحد آخر يرى نمطاً هنا؟.

يعد سوروس تجسيداً بامتياز للمؤسسة، والصغار ليسوا إلا وقوداً للمدافع بالنسبة له، وللسياسات التي تدعم اهتماماته في أميركا والعالم. وبعيداً عن الأيديولوجيا السياسية هناك فرق محدود بين عمالقة وادي السيليكون والأعضاء دائمي العضوية للمؤسستين الديمقراطية والجمهورية، وتجارهما، والرجال من أصحاب المليارات، مثل سوروس وأدواتهم اليسارية المفيدة.

هذه الانتخابات، ليست عن اليسار ضد اليمين. وعوضاً عن ذلك، فإنها تضع أولئك الذين من حقهم تشكيل أميركا بالطريقة التي يرونها مناسبة، ويطرحون رؤيتهم للعالم على أي أحد آخر ضد المواطنين الذين يعملون بجد، والذين سئموا من رؤية الأثرياء وذوي النفوذ يتدخلون في ترجمة الإرادة الشعبية إلى أجندة وطنية معقولة.

هذه هي الوقفة الأخيرة للمؤسسات السياسية، وهي تستخدم كل التكتيكات في ترسانتهم. وفي حال فاز ترامب، فإنها تخسر. يمكنهم أن يفوزوا فقط، إذا ما تم استدراج الناخبين إلى شراء ما تبيعه.

Email