عشر سنوات من التفوق والريادة

ت + ت - الحجم الطبيعي

من ينظر إلى التاريخ، ماضيه وحاضره، وحتى استحضار مستقبله، يرى شخصيات كبيرة تناطح السحاب علواً وسُموّاً، لأنها تعلّم البشرية لغة جديدة، لتبقى أفعالها نقوشاً في صفحات التاريخ، وإضاءات بارزة، ونبراساً تهتدي به الأمم قاطبة من شرقها إلى مغربها.

وإذا استلهمنا الفكر وبوصلة الحقيقة فيه، نرى شخصية إماراتية عظيمة، تنشد الإبداع والابتكار في كل محفل ومقام، لأن الفعل الحركي لقيمة الإنسان الكبير، يتأتى من أفعاله أولاً، وكلماته ثانياً.. فشخصية بحجم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، استلهمت كل تلك المفردات وصاغتها بتفرد، وعلى غير سابقة.

فسموه يقدم أنموذجاً كبيراً، يقوم على موسوعيّة الأفكار، والرؤى المستمدة من العقول الإبداعية والابتكارية، لأن القائد الحقيقي، هو من يصهر ذاته في ذوات الآخرين، ليصنع مستقبلاً جميلاً رائداً.

فعندما أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة، مبادرة عالمية في الابتكار، وخصصت أسبوعاً له، وقف العالم من غربه إلى شرقه ينتظر ميلاد هذا الأسبوع، لأنه تعوّد أن يكون يوماً للمعلم، ويوماً للأم، ويوماً للسلام، ولكن أن يكون أسبوعاً كاملاً للابتكار، فهذا شيء لم يتعوده العالم، فهو ينتقل إلى كل جديد في الثانية الواحدة، فَسُمُوُّه يقود شعبه من محطة إلى محطة أعمق ابتكاراً، ليخلق لنفسه ولوطنه هالة من جمال وألق إبداعي غير مسبوق.

إنه رجل مهموم بالابتكار والجِدّة والريادة في كل محفل، سواء كان اقتصادياً أو اجتماعياً أو إنسانيّاً، لأن العظمة تتجلى حقيقةً في التفكير الجماعي، حيث تبنى سموه أول وأكبر عصف ذهني جماعي في الدولة، لاستمطار الأفكار الخلاقة، لتكون وقود الدولة إلى المستقبل واستحضاره وتزيّينه، لأن المحك اليوم، هو أن تقول للعالم كلمة فارقة في صناعة المستقبل، وتترك بصمة تاريخية لا يمكن أن تكون إلا لك.

حين أجالس أطفالي الصغار، أجدهم وقد أصبحوا كباراً، يتحدّثون بلغة جديدة لم أعهدها عليهم من قبل، لغة لا يتحدثها الأطفال، لغة الإبداع والابتكار، أصبحوا يتحدثون كمبتكرين ومجدّدين ومُطَوّرين، فمنهم من يقول لي أريد أن أخترع وأريد أن أبتكر، أصبحوا حين ينظرون إلى السماء، لا يَرَوْن لونها فقط، وإنما يَرَوْن مستقبلاً في الفضاء،

لأول مرة أجدهم وقد فاقوا أجيالهم السابقة في التفكير، فهم لا يهتمون بالألعاب التي عهدناها تقليدية، وإنما أصبحوا في قمة المتعة والسعادة، حين يفكّرون كيف يبتكرون.. كيف يجعلون من مادة صماء، مصدراً للإنتاج والتطور.

سيدي.. لقد ألهمت الجميع، وجعلت من أطفالنا وشبابنا وشيوخنا يبتكرون ويبدعون، ولم لا، وأنت المثل الأعلى في الإبداع والابتكار.. أتساءل بيني وبين نفسي في معظم الأحيان، أي عبقرية هذه التي تجعل من الجميع يطمح ويسعى لأن يكون مبتكراً.. يكون مبدعاً.. فلا أجد سوى جواب واحد، وهو القدوة والمثل الأعلى في الإبداع والابتكار، وهو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله.

وصدق سمو الشيخ حمدان بن محمد ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي لمتحف المستقبل، حين يقول: «رؤية محمد بن راشد استباقية واستشرافية للمستقبل»، الأمر الذي يجعلنا أمام رجل استشرافي مهموم بالابتكار والإبداع والريادة والتّفَرُّد، لِيُحَوّل الأفكار والرؤى إلى أحلام واقعية، وليست أحلاماً خيالية محبوسة في جدران العقول أو اللا معقول.

فسموّه يُحَوّل دبي والإمارات إلى عالم جديد، ليس معرفياً، بل عالم قائِم على الابتكار وتعزيز مكانة دبي، لتكون مَهد المبادرات، بدلاً من مصطلح (مهد الحضارات)، لأن العقول اليوم هي الرّهان الحقيقي لضمان مستقبل الأمم والشعوب والشباب، وحال إهمالها، فالكل في خسارة وانتِكاسة...

يا سيدي، نحن محظوظون بك، لأنك تريد الخير لنا، بل الخير لِكُلّ البشرية.. حفِظك الله ورعاك، وهذا أنبَلُ ما نَملِك.. الدُّعاء المُخلِص لِسُموِّك بطولِ العُمر والصّحة.

 

Email