صاحب الحركة الإيجابية

ت + ت - الحجم الطبيعي

هل سألت نفسك كم دقيقة تتحرك في اليوم؟ وهل المقصود الحركة البدنية فقط؟

الحركة عند الطبيب هي الرياضة وعند الموظف الانتقال من طابق إلى آخر وعند ربة البيت غسل الأواني. العامل المشترك هو تحريك الجسم. الكون في حركة دائمة وكذلك خلايا أجسامنا في دوران مستمر. من الناحية العلمية بينت الدراسات أن ممارسة الحركة والنشاط البدني يحفز الجسم من إفراز هرمونات ومواد تساعد في إعادة بناء الجسم بطريقة صحية وتجدد الخلايا التالفة..

وهذا بدوره يقلل من احتمالية الإصابة بالأمراض المزمنة والخبيثة. أما من الناحية النفسية فإن الحركة تحسن من المزاج وتقي من الإصابة بالاكتئاب والتوتر. ولاننسى دور النشاط البدني في زيادة التركيز خلال اليوم، وهذا يزيد من إنتاجية الموظف في عمله وربة الأسرة في بيتها والطالب في مدرسته.

ما هي الحركة الصحية؟ تأتي الرياضة والنشاط البدني كالجري والسباحة وركوب الخيل على قمة الهرم. وفي هذا لا نحتاج إلى إثبات الدراسات العلمية فديننا الإسلامي ورسوله عليه الصلاة والسلام والصحابة حثوا على الرياضات المذكورة ومارسوها. ومن ثم تأتي الحركة اليومية في قائمة الحركة الصحية.

البعض قد يستصغر دور المشي في الاستراحات القصيرة أثناء العمل، لكن حتى هذه الدقائق تصب في مصلحة البدن وخصوصاً إذا أصبحت روتيناً يومياً.

هل تأثير الحركة الإيجابي ينحصر في البدن فقط ؟ الحراك الذهني والعقلي لا يقل أهمية أبداً. حيث أثبتت الكثير من الأبحاث التأثير الإيجابي للنشاط البدني والحركة على النتاج الفكري والنفسي. فكل ما يؤثر على البدن بدوره يؤثر على الروح والعقل.

لكن لماذا التركيز الشديد على موضوع الحركة؟ الدخول إلى عالم الابتكار والإبداع يكون عن طريق باب الحراك الذهني والعقلي والذي يرتبط بحركة البدن اليومية والطاقة الإيجابية المتولدة منها.

وهنا سأذكر مثالاً واقعياً على ذلك ألا وهو التجربة الفريدة من نوعها في العالم «دولة الإمارات العربية المتحدة». فمنذ تكوين الدولة وقبل ذلك بكثير كان شيوخنا الكرام في حركة دائمة لتأمين متطلبات الحياة الكريمة لشعب وساكني هذه الأرض الطيبة. والمتابع لحياة المؤسسين الشيخ زايد والشيخ راشد – طيب الله ثراهما- يجد أنهما كانا يتحركان من مشروع لآخر ومن قرية لأخرى..

ويتابعان شخصياً سير العمل بالأضافة لحركتهما في رياضاتهما اليومية. واستمر على هذا النهج صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ،حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي ،رعاه الله. ماذا كانت نتيجة هذه الحركة البدنية المستمرة ؟

طاقة إيجابية لا تتوقف وإبداعاً في الأفكار وقهراً للمستحيل وإزالته من قاموس حكامنا تمخض عنه كل ما وصلت إليه الدولة من رقي وما ستصل إليه.

وها هي عشر سنوات مضت منذ أن حمل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشدآل مكتوم على عاتقه مسؤولية الوصول بحكومة الإمارات إلى أعلى المراتب في شتى المحافل وها هي حركته الإيجابية سواء في محافل الرياضة البدنية أو في سبيل الرقي بالعقول في القمم الحكومية تجوب شتى بقاع الدولة لكي تنثر خيرها وشحناتها على كل ما تقع عليه.

واللطيف في الموضوع انتقال عدوى هذا الحراك الإيجابي لكل فرد وبيت وجهة عمل حتى أصبح الجميع مدمني «إيجابية»

إذن في الحركة بركة للجسم في الابتعاد من الأسقام والآلام، وفي الحركة بركة للعقل في جذب الطاقة الإيجابية، وفي الحركة بركة في الرزق والعمل الجاد، وفي الحركة بركة الخير والنماء لدولة العشق الأبدي «الإمارات».

وكل عام وصاحب الحركة الإيجابية بخير!!

 

Email