الإبداع لغة عالمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

دوماً تطرق أسماعنا مفردة الإبداع بحيث إذا رأى أحدنا شيئاً جميلاً نعته: بأنه مبدع أو إبداعي. فالإبداع لغةً هو الاختراع والابتكار – رغم الاختلاف العلمي والاصطلاحي بين الإبداع والابتكار– على غير مثال سابقه أو إنتاج شيء جديد لم يكن موجوداً من قبل على هذه الصورة.

أما اصطلاحاً؛فقد عرّفته الموسوعة البريطانية بأنه:(القدرة على إيجاد حلول لمشكلة أو أداة جديدة أو أسلوب جديد)أوهو (أن ترى ما لا يراه الآخرون).

وقد سعت الحكومات إلى إدخال المفاهيم الإبداعية في المؤسسات الحكومية، واستحداث الجوائز مثل: جائزة محمد بن راشد للإبداع بفئاتهاالأربع: فئة الفكرة المبدعة، وفئة القائد المبدع، وفئة الموظف المبدع، وفئة الجهة الراعية للإبداع بالإضافة إلى معايير الإبداع المتعددة في معيار القيادة ومعيار الموارد البشرية .

وعليه يمكن القول إن الإبداع ليس كائناً يعيش خارج مؤسساتنا بل هو ينبع من بيئة العمل أو بالأحرى مجتمع الوظيفة وهو هنا يحتاج إلى بيئة ثقافة مؤسسية تؤكد في استراتيجيتها على أهمية الالتزام بالإبداع كقيمة مؤسسية عليا.

وانطلاقاً من حرص إمارة دبي قيادةً وحكومةً ومؤسسات على ثقافة الإبداع نرى أن تضع المؤسسات الحكومية في إمارة دبي خصوصاً والدولة عموماً إذا ما أرادت أن تحقق إبداعاً منفرداً أن تخلق تلازماً قوياً بين مفهومي الإبداع الوظيفي (إبداع الموظفين)، والإبداع المؤسسي (إبداع المؤسسة) فكلما كان هذا التلازم أو بالأحرى التلاحم متحداً ومترابطاً ومتبادلاً ومتداخلاً كان مفهوم الإبداع بينهما أكثر نضجاً وإنتاجاً ومردوداً.

ولابد من أن تبادر المؤسسات الحكومية لإيجاد آلية متلازمة فيها تسمى (متلازمة الإبداع الوظيفي والمؤسسي) لتكوّن منظومة الفكر الحديث للمنظمة المبدعة استرشادية لبناء فكر مؤسسي متغير في أية منظمة لتصبح مبدعة وقد يكون الإبداع مختلفاً عليه في تعريفه كاصطلاح علمي إلا أننا نرى أن ميلاده يبدأ في أية منظمة من الوظيفة فالوظيفة الحالية هي مسرح كبير للإبداع، وشخوصه والأشخاص هم: قدرات ومهارات واقتراحات وأفكار ومهام وأعمال وصلاحيات الموظفين،

فقد نرى فكراً مثلما نرى السحب،ولكن نبحث عن المطر والبرد والسيل. !! هكذا هو الموظف المبدع نريد منه إبداعات واختراعات وابتكارات اقتراحات تقدّم وتسجّل، ويعد نظام لها يتنامى عددياً إلاّ أن النوعية الإبداعية لا يرصد ماهيتها إلا فيما ندر، وقد تسعى المنظمات إلى أفكار في الإنتاجية الرصينة والمتميزة، إلا أننا نريد إنتاجية ذات قيمة عالية وذات نوعية متميزة جداً ونعني بها إنتاجية إبداعية.

قد تقوم المنظمات المبدعة على فكر مُتعلّم قائم على استراتيجياتٍ تُحدّد المكان والأفق في آنٍ واحد لكن التعاون في بيئة العمل سيؤدي إلى تلاقح الفكر الأحادي مع الفكر الجماعي لخلق فكر إبداعي استثنائي له خصوصية إبداعية لهذا العقل الوظيفي حيث إن البيئة الوظيفية تقوم على ركائز حيوية لا تهمّش ويكون الموظف فيها محفزاً ومقدّراً دوماً.

التمكين مطلب مهم وكذلك التمكين الإبداعي وهو أن يحدد المبدعون ويمكنّوا بإمكانات لا يمتلكها الآخرون أهمها: الحريّة الفكرية في مؤسسته لأن التمكين يرتبط بقوة مع تشجيع الإبداع والابتكار، ولا يستطيع القادة الحقيقيون الاستغناء عن التحفيز والتقدير عند تعاملهم مع موظفيهم لأنهم أي المبدعين يحتاجون نوعاً من التحفيز الاستثنائي لأنه يفكر ويقدح فكره طلباً للفكرة التي لا يمكن قنصها إلا بجهدٍ وتعبٍ لذا يستحق تحفيزاً إبداعياً كما أن الفكر التقني الحديث يقوم على التسهيل في كُلّ شيء.

Email