999 أنت في الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

في عطلة نهاية الأسبوع، كنا في رحلة إلى مدينة خورفكان الجميلة، هناك فاجأنا انقطاع التيار الكهربائي، كان الوقت ليلاً، وبسبب وجود عنصر الأطفال معنا خشينا عليهم الإرهاق إن طالت ساعات الانقطاع، وتطبيقاً لمبدأ الشورى والديمقراطية، طرحنا السؤال على الجميع، ماذا نفعل؟ نرجع دبي؟!

توقعنا أن يكون الحل من وجهة نظر الصغار الرجوع إلى دبي وإن كان الوقت منتصف الليل، إلا أننا تفاجئنا بالرد وبصوت واحد: نتصل للشرطة!

طبعاً حاولنا عدم اللجوء إلى الشرطة إلا كآخر حل، لأن الكهرباء ليست من اختصاصهم، وحتى لا نتسبب بتشتيت جهود وإضاعة وقت ربما غيرنا أحوج إليه، وهذا ما حدث.

كان التعاون والتعامل والمتابعة من 999 فوق الوصف، فريق أمني يقول لك كن على ثقة، أنت ومن معك بأمان. إلى أن تمت إعادة التيار الكهربائي وعلا تصفيق الأطفال فرحين بالإنجاز، وطبعاً تمت مكافأتهم برحلة بحرية على قارب كورنيش خورفكان الرائع.

كان ذلك في الإمارات.. في مطار دوسلدورف بألمانيا، وبعد الانتهاء من استلام الحقائب، وأثناء الانتظار داخل المطار للحظات قصيرة، تفاجأنا باختفاء إحدى الحقائب الصغيرة التي تحتوى فقط على الأجهزة الذكية، رغم أن المكان ذلك الوقت لم يكن مزدحماً، ولكن مافيا السرقات تنتقي وتقتنص الفرص بالثانية.

تم إبلاغ الجهات المختصة في المطار، وبعد قرابة الثلاثة أشهر، وصلتنا رسالة معنونة على صندوق البريد العادي باللغة الألمانية من أمن المطار، مفادها أنه بعد البحث والتحري عن المفقودات التي تم الإبلاغ عنها لم يتم التوصل إلى الجناة وعليه فقد تم إقفال البلاغ ضد مجهول.

لحظتها.. مرت في ذهني قصص لقضايا كثيرة، اقترن حلّها بكفاءة كبيرة، وسرعة أكبر، على يد أجهزة الأمن في الدولة..

مع وافر الشكر للشرطة الألمانية، على السلوك الراقي والمتابعة، إلا أننا وبكل الفخر والاعتزاز نرفع الأيدي تحية لشرطة دبي، على حل ألغاز أمنية أكبر وأعقد بكثير من حادث سرقة حقيبة في مطار دولي مدجج بكاميرات المراقبة، في بلد غني عن التعريف.

الجهاز الذي ألجم بحرفيته المتناهية عالية المستوى فم إسرائيل خجلاً من موسادها ومن حساباتها الخاطئة حين اختارت البلد الخطأ لتصفية المبحوح، ولو كان قُتل في دولة أخرى لتم توثيق الجريمة لأسباب طبيعية، أو تصريفها بشكل آخر..

مواقف أمنية صغيرة، أياً كانت، تمر علينا كشعب دولة الإمارات، بمواطنيه ومُقيميه، نحمد الله فيها عند التواصل مع الأمن حين نتذكر بالمقابل دول أخرى حُرمت نعمة الأمن والأمان، شعوب حُرموا من نعمة الإبلاغ عن أية مشكلة تواجههم مهما كبرت، لفقد ثقتهم بنزاهة جهازهم الأمني، جهاز يطالبهم حين يلتقيهم كأفراد شعب في الشارع بالإتاوة، ثم تتفاجأ بأن هناك إمّعات من الخوارج تُصفق لهم، وتعدهم مثالاً يُحتذى به في تطبيق القانون.

وفي سياق الموضوع ذاته، تلفتنا تلك المسلسلات المدبلجة ذات المستوى الأرضي، المشتراه بالشيء الفلاني، من دولة شاطحة، والتي تُبث على شاشاتنا المحلية باستمرار في عقر دارنا، لإيصال فكرة موجهة، تؤكد عليها في كل أعمالها الدرامية (بدون استثناء): «شرطتهم قوية لا تُهزم أبداً، أما والنزاهة.. فتقطر منها» !

والحقيقة أن هذه الدولة متعارف أنها بؤرة حاضنة و داعمة للإرهاب، وأن جهازهم الأمني الفاسد برمته لا يساوي ظفر شرطي المرور في الإمارات.

شكراً 999 وكلنا فخر واعتزاز بأننا جميعاً في ظل حماية جهاز أمن دولة الإمارات العربية المتحدة.

Email