أمداء

قراءة في بيتين

ت + ت - الحجم الطبيعي

 مما ورد من في قصيدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (كلنا جنود الوطن) التي نشرت مؤخرا تفاعلا مع أحداث اليمن وتمجيدا لبسالات القوات المسلحة الذي ابلى هنالك بلاء حسنا قول سموه:

ومن تِبع كِسرى وأمسى من هله ْ

بينه وبين العرب بنحط سورْ

ومن زمان ترى نعرف المسأله

ولي نشوفه اليوم من ذيك البذورْ

فما عسى أن تكون تلك المسألة وبذورها التي يرمي إليها سموه؟

تأويلنا أن البيت يستدعي التاريخ، فبلاد فارس فقدت بعد الرسالة سلطانها على جزيرة العرب، بعد أن ظلت تهيمن عليها بالقوة ردحاً من الزمان. ويذكر التاريخ أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حينما بعث الى كسرى ابراويز عظيم الفرس، رسالة تبليغ بالدين الجديد، اغتاظ الرجل، فأرسل إلى (باذان) عامله في اليمن، كونه يتولى من هنالك إدارة شؤون العرب إقليمياً، وكيلاً باسم الشاهنشاه، كان المطلوب من باذان الإتيان برسول الله (صلى الله عليه وسلم) خاضعاً، لقد ظنوا أن الأمر لعب، وبالفعل أرسل العميل بإذان يستدعي النبي(صلى الله عليه وسلم) ليحقق معه في اليمن، ثم يرسله إلى فارس، إذا استعصى.

شاء الله تعالى أن يموت كسرى، وينبئ الله رسوله ووفد باذان لايزال عنده في المدينة، فعاد الوفد مندهشاً مما سمع. وبعد سنوات فقط، كان جواد خالد بن الوليد يصهل في الإيوان العتيد.

البعض يتوهم أن نظرية إعادة التاريخ نفسه صحيحة، ومن هنا فإن طهران تحاول استعادة أمجادها الغابرة، انطلاقاً من وكالة اليمن نفسها. أليست الشام في قبضتهم وبغداد الرشيد حيث الإيوان؟ أليس منذ دقوا عنق صدام والحبل يتأرجح، وأطراف الجزيرة العربية ساخنة ومشدودة؟ (اللي نشوفه اليوم من ذيك البذورْ). صح لسانك.

محمد سبيل

Email