متحدون لخير الإمارات ... متحدون ضد الإرهاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما الذي يدفعنا في دولة الإمارات العربية المتحدة؛ قيادة وحكومة وشعباً، لكي نتخذ هذا الموقف الصارم والحازم تجاه الإرهاب، أياً كانت مسمياته أو جذوره أو أشكاله أو مواقعه أو تبريراته؟ وما الذي يدفعنا للوقوف بجانب الأشقاء والأصدقاء بكل قوة وحزم في التصدي لأي مخططات إرهابية شريرة تستهدف أمنهم ووجودهم؟

الواقع أن هذه الأسئلة وغيرها أصبحت مطروحة من قبل الرأي العام مع تزايد مساهمة الدولة في الحرب على الإرهاب، وخاصة إرهاب عصابات داعش، لكنها لا تطرح من باب التشكيك لا سمح الله قدر ما تطرح من باب الاستفسار والاستزادة وخاصة من قبل البعض الذي يفترض بحسن نية أن نار الإرهاب لا تستهدفنا غافلين عن حقيقة أن فضل الله أولاً ثم يقظة جنودنا وأجهزتنا الساهرة على أمن الوطن هما ما يبقيان الإرهاب بعيداً وسيبقيه كذلك بإذن الله وعونه.

ولنبدأ بمسألة الاستهداف هذه، لأن من الخطأ التوهم أننا بمعزل عن مخططات هذه العصابات الإرهابية وأعمالها الإجرامية، ومن المهم التذكير بالمجموعات الإرهابية التي ألقي القبض عليها في الدولة أكثر من مرة، فلولا فضل الله ويقظة الأجهزة المختصة لحصل ما لا تحمد عقباه.

كما أن هذه العصابات حتى إذا لم تنجح في استهدافنا مادياً فهي على كل تستهدفنا معنوياً وفكرياً، وما الجريمة المزدوجة في جزيرة الريم في ديسمبر الماضي إلا نموذج ذو دلالة واضحة للعيان على تأثيرات الاستهداف المعنوي والفكري.

وبالطبع فلا بد لنا هنا من التذكير بأهمية الحرب الوقائية عندما يتعلق الأمر بالإرهاب، فلا يجوز هنا أن تنتظر إلى أن يأتي الإرهاب إلى عُقر دارك، لأن الثمن إن حصل ذلك لا يكون بسيطاً خصوصاً أن هذه العصابات الإرهابية تستبيح كل دم وكل ملة.

ومع أن مشاركة قواتنا المسلحة في العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش على سبيل المثال تمثل جزءاً من القيام بواجبنا الأخلاقي تجاه العالم، إلا أنها في الوقت نفسه عمل أمني وقائي بامتياز للدفاع عن أمن وأمان دولة الإمارات وسلامة شعبها وأراضيها.

إن كل ضربة وقائية ضد داعش وأمثال داعش هي في واقع الأمر لبنة في أمن هذه الدولة وأمان أهلها وأبنائها ومواطنيها والمقيمين على أرضها. ومقابل كل داعشي مجرم تخلصنا منه طائراتنا تنام بحمد الله طفلة بأمان في بيت من بيوت الإمارات حماها الله وأدام أمنها وأمانها.

 لذلك فإن الواجب الوطني والأخلاقي والإنساني يحتم علينا اليوم أن نقف متحدين خلف القيادة الرشيدة والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية المختصة في معركتنا ضد الإرهاب، لأن الإمارات تدعونا ولا مجال للجبن أو التراجع.

نقف متحدين ضد الإرهاب، لأن دولتنا دولة مسؤولة لا تعيش بمعزل عن مسؤولياتها الدولية ومشاركتها الإيجابية في السلم العالمي.

ونقف متحدين ضد الإرهاب لأننا لن نصمت على اختطاف ديننا وشريعتنا السمحة من قبل خوارج لا ينتمون لا إلى ديننا ولا إلى أمتنا، ولأن كل ما يقدمونه من عقائد القتل وسفك الدماء لا صلة له بالإسلام لا من قريب ولا من بعيد.

وسنواصل الوقوف:

متحدين ضد الإرهاب، لأن الحرب ضد الإرهاب هي حرب دفاعية عن النفس والوطن والشعب والأمة في المقام الأول، وطالما أن الإرهابي يصوب فكره في كل الاتجاهات، فإن الحرب ضدت تصبح عملاً دفاعياً مشروعاً بل وواجباً مستحقاً.

متحدين ضد الإرهاب، لأن هذا الفكر الظلامي يعادينا ويحرض علينا مباشرة وغير مباشرة، وجزء أساسي من تحريضهم علينا استعداء عناصرهم على منجزنا الحضاري بتفاصيله المتعددة.

متحدين ضد الإرهاب، لأن لحمتنا ووحدتنا الوطنية يجب أن تبقى قوية ومتينة ومنيعة وعصية على أي طرف يعتقد أن «زخرف القول» يمكن أن يمس هذا «البيت المتوحد» بسوء أو أذى.

متحدين ضد الإرهاب، لأنه طالما بقي الأذان يرفع بإذن الله في سماء الإمارات وجنباتها، فإن علينا أن لا نسمح لسراق الدين وخوارج العصر أن يمسوا هذه المآذن بأذى لتبقى الإمارات بإذن الله منارة للإسلام المعتدل والشريعة السمحة بعيداً عن التطرف والتعصب والمتاجرة بالدين والبغي على عباد الله.

وسنبقى:

متحدين ضد الإرهاب، لأننا نرفض البغي والجور والظلم الذي تفرضه هذه العصابات الإجرامية على أشقاء تربطنا بهم روابط القربى والدين واللغة، ومن واجبنا الأخلاقي والإنساني أن نساعدهم في رفع هذا الجور والبغي عنهم.

متحدين ضد الإرهاب، لأننا سنكون بعون الله خير ناصر لأشقائنا الذين تعرضوا لجور هذه العصابات المجرمة، سواء منهم أشقاؤنا في مصر أو في الأردن أو العراق أو سوريا أو ليبيا أو غيرها، لأننا صف واحد ويد واحدة وإرادة واحدة ضد الإرهاب والإجرام.

متحدين ضد الإرهاب، لأنه لا يجوز السماح للعصابات أن تحدد مصير الشعوب، وإذا سمحنا لهذه العصابات بالعبث بمصير شعب واحد، فإن إجرامها سيمتد ليشمل الجميع، ولذلك لا بد من استئصال هذا السرطان حماية للجميع.

متحدين ضد الإرهاب، لأنه لا يجوز السماح لشذاذ الآفاق وتجار القتل والإجرام بتهديد مصالحنا والمساس بها، وكما تحركنا سابقاً لمحاربة القراصنة في بحر العرب، وجب أن نتحرك اليوم في أماكن أخرى لحماية مصالحنا بدون تردد.

وستبقى دولة الإمارات العربية المتحدة حصناً منيعاً وبيتاً متوحداً ضد كل إرهاب، كما ستبقى قيادتنا الرشيدة وقواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية سيفاً مسلطاً على كل من تسول له نفسه المريضة بالإساءة للدولة أو المساس بمصالحه.

وسنبقى نحن شعب الإمارات وأبناءها والمقيمين على أرضها يداً بيد.. متوحدين خلف القيادة، ومتحدين ضد كل عدو.

 

Email