قمة المستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

الزمان: فبراير- 2021

المكان: مدينة دبي- الإمارات العربية المتحدة

المناسبة: القمة الحكومية التاسعة

يوم ليس كغيره من الأيام وأسبوع ينتظره كل من يعشق الإبداع والابتكار على وجه الأرض. إنه أسبوع القمة الحكومية.

انطلقت إلى استقبال زميلي الزائر من مطار آل مكتوم الدولي.

شكرني صديقي الأوروبي على حسن الاستقبال وكله لهفة وشوق لحضور القمة الحكومية التي أصبحت منذ عام 2013 ملتقى العقول الاستثنائية والأفكار الإبداعية. وصلنا إلى كورنيش الجميرا لتناول طعام الغذاء. وبينما نحن كذلك أخرجت هاتفي الذكي للسؤال عن ابني المريض. وكانت المفاجأة، لا يوجد شحن في البطارية!!

توجهت لإحدى محطات شحن الهواتف المنتشرة على جانب الكورنيش، التي تعمل بالطاقة الشمسية. وضعت الهاتف على السطح المخصص وما هي إلا دقائق حتى عادت الحياة للهاتف.

استثمار آخر وبنية تحتية لا تقل أهمية في تيسير سبل الحياة وجعل التواصل شريان الحياة في مدينة السعادة.

بعد الانتهاء من وجبة الغداء أخذت الضيف الكريم لمضمار المشي على الكورنيش. تناولت الهاتف الذكي مرة أخرى من جيبي، الذي أصبح الرفيق الدائم لي في حلي وترحالي ودخلت في تطبيق الصحة الذكية وقمت بتشغيل برنامج عداد المشي. وبينما نحن نمشي التفت الي الضيف مشتكياً من صداع خفيف وسعال جاف. بدأت في طرح الأسئلة المختلفة واستخدمت مهاراتي كطبيب أسرة لمعرفة السبب.

 ازداد السعال فتناولت تطبيق الربو الذكي وتبين وجود كميات كبيرة من حبوب اللقاح (المسببة للسعال) في الممشى. توجهنا الى منطقة أخرى في الممشى بناء على توجيهات التطبيق. توقف السعال لكن الصداع كان مستمراً. قررت التواصل مع طبيب مختص في الصداع. أخرجت الكمبيوتر اللوحي وفتحت إشارة الاتصال اللاسلكي «واي فاي» واخترت شبكة كورنيش الجميرا لتفعيل الخدمة.

نظر لي الضيف باستغراب، متسائلاً من أين أتى ال«واي فاي» عند البحر. تبسمت وأشرت لأحد أركان الممشى الذي يحتوي على مجسات خاصة وهي واحدة من عشرات النقاط الساخنة «هوت سبوت» المنتشرة في أرجاء المدينة لتغطيتها بخدمة الإنترنت المجاني!!

بدأ الاختصاصي في طرح المزيد من الاسئلة وهو ينظر بتمعن عبر شاشة الكمبيوتر اللوحي. طلب مني إرسال قراءات ضغط الدم ونبضات القلب الخاصة بالضيف إليه. أخذت بيد الضيف وتوجهنا لأحد الأكشاك القريبة. أخرجت بطاقة الهوية ووضعتها على الماسح الضوئي عند مدخل الكشك لقراءة رقم البطاقة الصحية وفتح باب الكشك.

أصبحت بطاقة الهوية بوابة العبور لجميع الدوائر والمفتاح السحري لجميع المعاملات. دخلنا الكشك وهو عبارة عن غرفة صغيرة مجهزة ببعض الأجهزة الطبية الالكترونية. بعد قياس الضغط والنبض تم إرسال القراءات عبر الهاتف الذكي الذي التقط النتائج بمجرد ظهورها. كان سبب الأعراض إنهاك السفر ونقصاً في سوائل الجسم.

رجعنا للفندق ولايزال الضيف يشكر ويثني على ما رأته عيناه من تسهيلات تحقق هدف العلم الأسمى.

انقضت أيام القمة، وأتى وقت الرحيل لتوديع الزائر الكريم، وإذا به يلتفت إلى مجموعة من المباني المتلاصقة بجانب المطار متسائلاً: «ماهذه المباني؟»

«هذا معرض اكسبو. سينتهي بعد أيام قلائل !!».

 

Email