عندما تكتب روايتك الأولى

ت + ت - الحجم الطبيعي

كيف تكتب رواية في مائة يوم أو أقل؟ ربما ابتسمت عند قراءة العبارة السابقة. وهى ليست من عندي، ولكنها كانت عنوان كتيب لا يزيد عدد صفحاته على 47 صفحة، كان قد تم توزيعه كهدية مع مجلة الثقافة الجديدة التي تصدرها الثقافة الجماهيرية في يوليو 2012، ومؤلف الكتاب جون كوين.

الكاتب يقدم كتابه على شكل مائة يوم ويوم، في اليوم الأول يكتب: ما أسهل أن تخذل الكاتب شجاعته. إنني أعجب بأي شخص يملك الجرأة على كتابة أي شيء على الإطلاق في اليوم 3 يكتب: أن الرسام الكبير ماتييس كان ينصح تلاميذه قائلاً: إذا أردت أن تكون رساماً فلتمسك عن الكلام.

وفي اليوم 8 ينقل نصيحة جون براين مؤلف رواية غرفة على السطح: إذا كان لصوتك أن يسمع وسط آلاف الأصوات. وإذا كان لاسمك أن يعني شيئاً بين آلاف الأسماء.

فسيكون السبب الوحيد أنك قدمت تجربتك الخاصة صادقاً. وفي اليوم 10 ينصح الكاتب: اكتب فقط عن شيء تعرفه. ثم يضيف وبدلاً من أن تكتب عما تعرفه يمكنك أن تكتب عما تحبه، وفي اليوم 12 ينصح الكاتب الشاب: اختر شخصياتك أولاً. ذلك أن اختيارها أصعب من اختيار إحدى القصص. وينقل عن كاتب روايات الألغاز أوكلاي هال: على أي كاتب أن ينصت لمتطلبات شخصياته.

فحين تنبعث الحياة قد تصر على مصير ما غير ذلك الذي أعطي لها. وينصح الكاتب أنه إذا كان وجود الشخصيات في رواياته بلا سبب. فإن ذلك سوف يبطئ من تقدم القصة. والبطيء قد يسبب ملل القارئ.

ويقدم نصائح محددة للكاتب الناشئ: استخدم جملاً قصيرة. استخدم فقرات قصيرة. استخدم لغة حيوية. استخدم صيغ الإثبات لا النفي أبداً. وفي اليوم 20 تكون نصائحه: صوتك هو صوتك أنت. وأسلوبك هو أسلوبك أنت. لا تحاول أن تبدو مثل الكتاب المشاهير.

كثير من الكتاب المبتدئين يشعرون أن عليهم إضافة شيء ما إلى صوتهم الخاص على الصفحة المطبوعة. من تكونه على الصفحة هو من تكونه في الحياة. فرانسوا رينيه شاتو بريان قال: الكاتب الأصلي ليس هو من يحاكي أي شخص. بل هو من يستطيع أي شخص أن يحاكيه.

وفي اليوم 21 ينقل عن الروائية كاترين بورتر قولها: إن لم أعرف نهاية قصتي لما بدأتها. وفي اليوم 26 ينصح الكاتب: أن الرواية عمل من صنع الخيال. لكن ذلك لا يعني أن لا تكون الحقائق فيها سليمة وصادقة. فلا شيء ينفر القارئ بقدر ما تنفره حقيقة غير دقيقة. ولا شيء يضفي على القصة المصداقية مثل الحقائق أو التفاصيل الصحيحة. حتى لو استعان الكاتب بالإنترنت في بحثه.

وفي اليوم 28 ينصح الكاتب: بأن أي حديث لا يصلح أن يكون حواراً. فالحوار له غرض ومقصد. إنه يدفع القصة للأمام. ويبقي القارئ منتبهاً وواعياً بالقصة. ويشعره بأنه في قلب الأحداث. وعلى هذا فلا تصف الأحداث البعيدة كأنها خبر على لسان أحدهم. بل ضع القارئ وسط أحداث قصتك مباشرة وسوف يصبح حوارك عفوياً.

وفي اليوم 45 يكتب: كانت نصيحة أنطون تشيكوف بسيطة بساطة لافتة: إذا كان هناك مسدس معلق على الحائط في المشهد الأول من المسرحية فلا بد أن يتم إطلاق رصاصة منه قبل النهاية. وفي اليوم 50: حين تحدث الشاعر والروائي جيمس ديكي إلى طلابه قرب نهاية حياته قال: لا أقصد أن أروج للشاعر كل هذا الوقت، لكني أفعل هذا أساساً لأن العالم لا يقدر الشاعر كثيراً.

 إنهم لا يفهمون الموضوع الذي أتينا منه. لا يفهمون جدوانا، لا يفهمون إن كان ثمة جدوى من الأساس. إننا سادة السر الأعظم وليس هم. فتذكروا ذلك حين تكتبون. في اليوم 69 ينقل عن سكوت فيتزجرالد عبارة دالة وموحية: لن تندم على أي شيء تحذفه من كتاب لك. أقول لك لا أحد يعلمك الكتابة. اكتشفها واكتسبها بنفسك.

 

Email