أمن الوطن خط أحمر

ت + ت - الحجم الطبيعي

الجريمة الإرهابية الفردية التي حدثت في أحد المراكز التجارية في «جزيرة الريم» في أبوظبي قبل أيام، وراحت ضحيتها مدرّسة أميركية بريئة لم ترتكب أي ذنب تستحق عليه القتل، تجاوزت جميع الحدود الإنسانية، في بلد طالما نعم بالأمن والأمان وفتح أبوابه للآمنين من أشقائه وأصدقائه من الجنسيات كافة، فبأي منطق تتم مثل هذه الأعمال الوحشية؟

وأي رسالة يُراد إيصالها من خلال سفك دماء الأبرياء والقتل العشوائي؟ وأي تفكير مريض هذا الذي يخيِّل لصاحبه أن عبثاً إرهابياً من الممكن أن يزعزع أمن وطن؟ ليس هناك تفكير، وليس هناك عقل، وليس هناك أي منطق، إنه الجهل والجهل فقط!

إن أمن الوطن كنخله ممتدة جذوره في العمق، ثابت لا تزعزعه ريح إرهاب أو ظلام أو وحشية تائه أو ضال أو مُضلل..

لقد نسي أمثال هؤلاء أننا في دولة الإمارات العربية المتحدة، في كنف قادة ينحازون لإنسانية الإنسان، بغضّ النظر عن جنسيته وعرقه ودينه، قادة همّهم الأول صون الوطن وحمايته وتوفير الأمن والأمان فيه، ورفض العبث باستقراره، والتصدّي بالعقاب الرادع لكل من يحاول الاعتداء على مواطنيه والمقيمين فيه بأي صورة كانت، وثنيه ووقفه عند حدّه، واعتبار ذلك من الأمور المحظورة والخطوط الحمر.

إن الرد على مثل هذه الجريمة النكراء، يجب أن يكون بالمضي قدماً بكل عزم وإصرار في الالتفاف حول القيادة الرشيدة في محاربتها للإرهاب، والوقوف بقوة في وجه كل من تسوّل له نفسه العبث بأمن الوطن والمواطنين والمقيمين وتقويض منجزات الوطن.

فالشعب الإماراتي الأبيّ وقف مع قيادته، وسيقف دوماً وقفة رجل واحد في خندق واحد، لدحر مثل هذه الأفعال الشائنة واجتثاثها، والحفاظ على الوطن واحة أمن واستقرار، وستبقى دولة الإمارات العربية المتحدة على الدوام سداً منيعاً في وجه كل أشكال الإرهاب والتطرف، ولن تؤثر مثل هذه الجرائم الغادرة في مسيرة دولتنا العصية على الإرهاب، بل ستزيدنا قوة ومنعة ووحدة في وجه كل من يريد بنا وبدولتنا شراً.

لقد أثبتت أجهزتنا الأمنية كفاءتها وقدرتها، فهي العيون الساهرة التي تحمي الوطن والتي نعتز بها ونفتخر، قيادة وأفراداً، وعلى رأسها الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، حيث تمكّنت من تحديد هوية من تسمى «شبح الريم» في غضون أربع وعشرين ساعة من ارتكاب جريمتها، وألقت القبض عليها في أقل من ثمانٍ وأربعين ساعة، وهذا إنجاز كبير يحسب لها.

إن تعاطي وزارة الداخلية مع هذه الجريمة كان تعاطياً احترافياً منذ البداية، بكل ما تحمل الكلمة من معنى، ولا شكّ في أن عدم التكتم على أي تطور وإطلاع الجمهور عليه، كان يخدم أهدافاً أمنية في المقام الأول، بالإضافة إلى أنه بثّ الطمأنينة في نفوسنا حتى لا يحقق الإرهاب هدفه في أن يبث الخوف والقلق فينا.

وكذلك فإن هذا التعاطي الذكي جداً، أغلق الباب أمام الشائعات وتضاربها، والتي كان يمكن أن تؤثر في القضية ومجرياتها وحتى كيفية تداولها بين الناس.

ويبقى أن يعلم القتلة، الذين يرتكبون أفعالاً مشينة وإجرامية وعمياء، ومن وراءهم، أنه لا مخرج لهم، وأن يد العدالة ستطالهم عاجلاً غير آجل، وأننا سنحاربهم أينما كانوا، لأن الذي يقومون به لا نقبله نحن، ولا يقبله دين ولا إنسانية، ولا يقبله العالم بأسره.

 

Email