رزفة صحية

ت + ت - الحجم الطبيعي

بيض صنائعنا خضر مرابعنا سود وقائعنا حمر مواضينا. قالها الشاعر صفي الدين الحلي ولم يكن يعلم بأن كلماته هذه ستكون الأساس لألوان علم دولة تولد في الثاني من ديسمبر وتلغي كلمة المستحيل من قاموس المعاجم في غضون 43 سنة، والصحة كان لها نصيب من ذلك..

حيث يتناول التقرير التالي من الموسوعة الإلكترونية الإماراتية ما وصلت إليه إماراتنا السبع. ففي دولة يصل معدل النمو السكاني فيها إلى 6% سنويًا (حسب إحصاءات وزارة الصحة)، وتزخر بمختلف ثقافات العالم، وتعد مكانًا لاستقطاب العاملين في مختلف المجالات من كل أصقاع العالم، كان لابد للصحة والخدمات الصحية فيها من أن تنال نصيب الأسد في الاهتمام والبحث والتطوير..

حيث تتناسب وهذا الخليط السكاني، وبالتالي المرضي الكبير. في أوائل السبعينات اقتصرت الخدمات الصحية في الدولــة على 7 مستشفيات و 12 مركزًا صحيًا، أي ما يبلغ نحو 700 سرير فقط؛ لتغطية الدولة من شرقها لغربها، ومع بداية التسعينات، وصل عدد المستشفيات إلى أكثر من 50 مستشفى مع حلول عام 1995، تضم ما يقارب 6000 سرير ـ بالإضافة لـ 160 صيدلية حكومية، وما يزيد على 700 مستودع طبي حتى عام 2007، وأكثر من 109 مراكز للرعاية الصحية الأولية، و124 مركزاً لرعاية الأمومة والطفولة.

ويعد الاهتمام الحكومي في الدولة بالقطاع الصحي من أهم أسباب ازدهاره، وخاصة من قبل الشيوخ، وعلى رأسهم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله. وقد أكد التقرير السنوي الذي يصدر عن الأمم المتحدة أن دولة الإمارات احتلت المرتبة الرابعة من أصل 78 دولة في مجال بذل الجهود وبرامج الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية..

كما حلت عام 1997 في المرتبة الأولى من أصل 8 دول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجال الرعاية الصحية، حيث وصل عدد الأطباء إلى 1530 طبيبًا، أي ما يعادل طبيباً لكل 3 أسر، كما سجلت السنة نفسها إجراء 66 عملية جراحية في مختلف التخصصات. ولأن الإنجاز الحقيقي يكون بيد أبناء الوطن، وجّه أصحاب السمو الشيوخ الدولة بإقامة الجامعات المعنية بتدريس الطب والعلوم الصحية في مختلف أرجاء الوطن..

فكانت كلية الطب في جامعة الإمارات في مايو عام 1984 أولى بشائر الخير، تلتها كلية دبي الطبية للبنات وجامعة الخليج في عجمان، ومن ثم كلية الطب في جامعة الشارقة بتوجيه وإشراف خاص من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، وانتهاءً بجامعة رأس الخيمة الطبية؛ ليصل العدد الكلي إلى 5 كليات، واحدة في كل إمارة عدا أم القيوين والفجيرة. وقد أشارت مجلة (فوربس الشرق الأوسط) في مايو من عام 2012 إلى أن الاستثمار في القطاع الصحي في الإمارات سيقفز إلى أربعة أضعاف بحلول عام 2015، مما حدا بمستثمرين كثيرين بعد الاطلاع على هذه الإحصائيات للقدوم إلى الدولة والاستثمار فيها..

إضافة إلى الدعم العام على مستوى الحكومة الاتحادية، نشأت في الدولة هيئات صحية فدرالية كهيئة الصحة في دبي وهيئة الصحة في أبوظبي، وقد أعلنت الهيئتان منذ تشكيلهما عن خطط وأهداف تساير الخط العام لوزارة الصحة وتدور في فلكه. وتجدر الإشارة إلى الأمراض الأكثر انتشارًا في دولة الإمارات قد جاء ترتيبها على النحو التالي :

1) مرض السكري 20% من السكان، وتعد من النسب الأعلى في العالم؛ مما يدق ناقوس الخطر.

2) داء السمنة بمعدل 67% ويصل إلى 50% بين طلبة المدارس.

3) الأورام الخبيثة ( السرطانات ) وتأتي في المرتبة الثالثة بعد الحوادث وأمراض القلب في أسباب الوفيات في الدولة؛ حيث تفتك بـ 500 إنسان سنويًا.

4) أمراض الدم؛ حيث تشير الدراسات إلى أن 8.5% يحملون جين الثلاسيميا.

5) أمراض القلب والشرايين وهي المسؤولة عن 22% من حالات الوفاة بالدولة.

إن كان الله قد أنعم على هذه الأرض بنعمة (النفط) فإنه أنعم عليها كذلك برجال عاهدوا الله على خدمة الوطن؛ فصدقوا وساروا بوطنهم نحو الأمام برؤى واثقة مدروسة بعيدة كل البعد عن العشوائية أو العبثية، ومن ذلك ما ذكره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في كتابه رؤيتي عن حرص سموه وإخوانه حكام الدولة على جعل خدمة الوطن والمواطن دائماً هاجسهم الأول والأخير والسعي دوماً لتحقيق المراكز الأولى في شتى المستويات؛ مما يضمن الرخاء وسهولة الحياة لابن هذه الأرض الذي طالما عانى الأمرَّين في صراع البقاء، فاستحق الآن وبجدارة مكافأة على ما بذله في الماضي.

تقرير قليل في كلماته كبير في معانيه وإنجازاته، وتستمر مسيرة العطاء في وطن جعل شعبه من أسعد الشعوب، وكل عام وبلادي في صحة وعافية.

 

Email