نبض الشارع

«الوثيقة» وترتيب البيت داخلياً

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهد «البيتُ» المصري اضطرابات عاصفة، دفعت أبناءه نحو التنافس، ثم "التناحر" والصدام، وسط صراع أيديولوجيات فكرية وسياسية، بعد أن انتبهوا فجأة لاستحالة العيش معاً، رغم أنهم عاشوه قروناً.

وبعد المشاحنات، أبدى الكل نواياه، فأظهر المتشدد وجهاً أكثر قبحاً بإرهابه، وتهديد أمن "البيت" بأكمله، والمُتدين السائر على نهج السلف الصالح أخذ يبحث عن فرصة للتواجد، ولو بالتحالف مع الإرهابي، أو الاندماج مع الوسطي المُعتدل ببرغماتية دنيئة.

 وظلَّ معظم سُكان البيت المدافعين عن هويته، يختلفون حول إعادة ترتيبه من الداخل، هناك من رأى ضرورة أجراء انتخابات لتشكيل اتحاد للسُكان أولاً، والآخر رأى ضرورة انتخاب رئيس للسكان؛ ليُعيد الهدوء والاستقرار، وغيرهما اقترح إجراء الاثنين معاً.

وطالب البعض بوضع "وثيقة مبادئ" تُمثّل عقداً جديداً، يحدد حقوق وواجبات السكان، ولما انتهت اللجنة المخولة لوضع الوثيقة، اختلف المدافعون عن الهوية، فتعمق الخلاف، والإرهابي هدفه استثماره وإشعاله، وتحريك بعض السُكان ضد "الوثيقة" لعرقلة أية بادرة وفاق.

السُكان الآن مطالبون بالمشاركة في استفتاء على "الوثيقة"، وبالتسامي عن أية خلافات أيديولوجية، أو مصالح شخصية؛ لتمريرها، وانتخاب مجلس البيت ثم رئيسه، خاصة أن عودة الإرهابي أشد خُطورة من مواد الجدل في "الوثيقة".

Email