إكسبو 2020 بين التطلعات والتحديات

ت + ت - الحجم الطبيعي

حظيت دولة الإمارات العربية المتحدة بشرف استضافة "إكسبو 2020" في دبي، تحت شعار "تواصل العقول وصنع المستقبل"، تزامناً مع احتفالات العيد الوطني لدولتنا الحبيبة. وقد فتحت معارض إكسبو العالمية الآفاق لأصحاب المصانع والمشاريع الناشئة لاستكشاف كل جديد، وسيوفر المعرض في دبي منصّة تواصل مهمة تساعد في تأسيس شراكات جديدة، تضمن الازدهار والاستدامة في المستقبل، وتقدم الحلول والمساعدة في تحسين الحياة، مما يساهم في الارتقاء بالتواصل بين الشعوب والأفكار إلى مستويات غير مسبوقة. ويشكل المعرض منارة مميزة تتيح للمجتمع العالمي التعاون لاكتشاف الحلول المبتكرة والرائدة لمواضيع هامة، كمصادر الطاقة والمياه والخدمات اللوجستية وسبل تحقيق النمو الاقتصادي، كعوامل رئيسة للتنمية العالمية.

نافست دولة الإمارات العربية المتحدة دولاً عالمية كبرى ذات كثافة سكانية ضخمة، وقد يشكل التفاوت في عدد سكان الدول المستضيفة في معرض إكسبو الدولي جانباً من التحديات، وهناك تفاوت شاسع في عدد سكان دولة الإمارات العربية المتحدة مقارنة بالدول الأخرى التي اندرجت أو ستندرج في قائمة الدول المستضيفة لمعرض إكسبو الدولي. فقد عقد معرض إكسبو الدولي عام 2010 في مدينة شنغهاي في الصين، أكثر دول العالم ازدحاماً بالسكان، وبلغ عدد سكان مدينة شنغهاي حينها حوالي 14.35 مليون نسمة، ثم زاد ووصل حوالي 35 مليوناً في السنوات التالية.

وسيعقد المعرض عام 2015 في مدينة ميلانو الإيطالية، حيث يبلغ عدد السكان 1,308,000 نسمة، ومجموع سكان الجمهورية الإيطالية 60 مليوناً، بينما يبلغ إجمالي عدد سكان دولة الإمارات الإمارات نحو 8.264 ملايين نسمة، وفقاً لبيانات أعلنها المركز الوطني للإحصاء، ويبلغ عدد سكان مدينة دبي 2.26 مليون نسمة.

دولة الإمارات بقيادتها الحكيمة ورؤيتها الثاقبة، تمثل نموذجاً متميزاً في رسم الخطط المستقبلية وصنع القرارات المصيرية، وقد بذلت جهوداً حثيثة لتكون في مصاف الأمم المتقدمة، وكفيلة بوضع كافة الاستراتيجيات المناسبة للتغلب على الأزمات والتحديات الراهنة، ومن الضروري حث ومشاركة كافة الأفراد والطاقات الوطنية للمساهمة في إكسبو 2020، وفتح الأبواب وسبل التطوع والمشاركة والتعاضد والتآزر، للعمل ضمن الفريق الواحد، واغتنام الكوادر والطاقات في شتى مجالات المساهمة لبناء فريق متأهب على كافة الصعد، وضرورة الاستعداد المعنوي والفكري والثقافي والفني والعلمي لهذا الحدث العالمي الكبير، واستثمار كافة المقترحات التي تبرز وتبلور الطاقات وتساهم في منح المعرض لمستها المميزة، ومشاركة الأفواج العالمية التي ستتدفق لتبلور النسيج المشترك للمعرض الدولي.

ولا شك أن العقيدة والإيمان والعزيمة والمثابرة طاقة تذلل كل الصعاب والتحديات، مهما كانت مشاكسة وعسيرة، ومن الضروري التحلي بالثقافة الإيجابية بمفهومها الشامل، كونها إحدى وسائل الازدهار الحضاري التي تحترم جوهر الفرد بإمكانياته وطاقاته الإبداعية، بغض النظر عن جنسيته ومذهبه ولونه وكل ما يتعلق بإطاره الخارجي، ومنع أي شوائب فكرية سلبية من التسلل وعرقلة دروب التقدم والتطور، ومنح الفرص للجميع لمواكبة المرحلة المقبلة، واستقبال الجمهور المتدفق من شتى أصقاع العالم، للحصول على نتائج باهرة تفوق المتوقع في إكسبو 2020.

وقد تجاوزت دولة الإمارات مرحلة مفعمة بالحركة الإنشائية للبنية التحتية للمؤسسات والمراكز الاقتصادية والمرافئ وشبكة الطرق والمواصلات والمنشآت السكنية والسياحية، وانتقلت من مرحلة دولة ناشئة إلى دولة تضاهي الدول المتطورة في القياسات التنافسية العالمية في شتى الميادين وفي بضعة عقود، ولا شك أنها تمتلك حصيلة وافرة من الخبرات وذخائر معرفية تعج بالتجارب العملية والدروس الإنسانية والحضارية والأدبية، لتكون سداً منيعاً أمام أي تقلبات، ورصداً حصيناً لأي طوارئ قد تطرأ على خارطة العمل.

دولة الإمارات العربية المتحدة، على الرغم من حداثة نشأتها وقلة عدد سكانها، سوف تقود الأحداث الضخمة والتحديات الصعبة بكل جدارة وريادة، وستكون منارة العالم للعلم والثقافة، وتحمل شعلة السلام والمثابرة والاستضافة، وتظل رمزاً حياً لركب التحديات الصعبة، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي: "لا توجد كلمة مستحيل في قاموس دولتنا".

Email