نبض الشارع

لجنة الدستور ورسائل هيكل

ت + ت - الحجم الطبيعي

لما كانت الملايين التي خرجت في 30 يونيو قد حرّكتها دوافع وطنية خالصة، ورأت أنه باستمرار حكم «الإخوان» فإن مصر «مُهددة»، ولما كانت تلك الحشود رافضة تماماً لكل ما نتج عن ذلك التنظيم، كان لزاماً على القيادة السياسية الجديدة أن تُعالج مواطن الخلل التي خلفها حكم الجماعة،أن تمحو نهائياً آثارهم السلبية من الساحة، وخاصة «الدستور» الذي لم يكن بحال من الأحوال، معبراً عن الإرادة الوطنية، بل عن فصيل واحد.

ومن ثم، كان المصريون يُمنون أنفسهم بنصٍ واضحٍ وصريح يقضي بمنع إجراء عمليات «تجميل» لذلك الدستور المشوه، وأن تُقر اللجنة المخولة بصياغته، وأن تقوم بشكل واضح وصريح بوضع دستور جديد، يتماشى مع المرحلة الثورية التي تعيشها، ويتجنب «خطايا» الدستور السابق، فالبناء لا يصح إلا على أساس «متين»..

وبالتالي فدستور لمصر لا يُمكن أبداً أن يكون أساسه دستور الإخوان، وهو ما عبّر عنه صراحة الأستاذ محمد حسنين هيكل أخيراً، عندما أعلن تحفظه على فكرة «ترقيع الدستور»، ومؤكداً أن 30 يونيو، تستحق دستوراً خاصاً بها، يعبر عن كل أبناء الوطن. ورسائله كانت واضحة، ووصلت إلى لجنة الخمسين، ويبقى السؤال هل أدركت خطورة الأمر؟

 

Email