شهادة عالمية

الفوز بإكسبو يختزل نظرة العالم تجاه دبي، فهو شهادة إطراء جماعية، لا يزيد دبي خاصة والإمارات عامة غروراً، بل يملؤها اطمئناناً على مسيرتها، وثقة في إنجازاتها وعلاقاتها الدولية، ويعزز مكانتها على خارطة العالم قبلة اقتصادية ناهضة رائدة جاذبة وفاتنة.

الفوز بإكسبو يمثل استفتاء دولياً على نهج الإمارات عامة ودبي خاصة، الدؤوب الذي لا يجارى في البناء والتنمية والتحديث والتفاعل مع عالمها وعصرها، حضارة وثقافة وطموحاً.

فاختيار دبي يأتي بمثابة شهادة دولية على نجاح الإمارات في تبني معايير عالمية في قطاعات الاقتصاد والتشريعات والبنى التحتية والأمن، بالإضافة إلى الانسجام الشعبي.

الفوز بإكسبو يؤكد نجاح تصميم القيادة الصلب المعزز بإرادة جريئة على دفع شعبنا إلى الصدارة على جميع مضامير السباقات العالمية. ومن ثم فإن هذا الحدث يزيد العلاقة بين القيادة والشعب انسجاماً وتلاحماً وتجاوباً.

بهذا الفوز تعزز دبي موقعها مركزاً اقتصادياً جاذباً للاستثمارات، وسوقاً مفتوحة تشبع تطلعات كل المتسوقين وأذواقهم. ويزيد الفوز حضور دبي على خارطة السياحة العالمية مقصداً يستقطب الناس من كل فج عميق، وهو فوز يمنح دبي ألقاً كبؤرة لتلاقح الأعراق وتعايش الثقافات، ومن ثم بروزها قنطرة حضارية تغري بالعبور والإقامة.

وهذا الفوز يحرض قيادة وشعب الإمارات على مواجهة التحدي بإخراج حدث استثنائي يبهر العالم من حيث التنظيم والوفادة. على نحو يضيف أبعاداً إلى شعوب العالم العربي وتراثه وقدراته. لكن الأهم من ذلك أن هذا الحدث يلقي على القيادة والشعب في الدولة أعباء مسؤوليات مواصلة الإبداع، لإدهاش العالم بمزيد من الإنجازات التي أهلت دبي للفوز بتنظيم إكسبو. فالاختيار الذي جاء في ضوء شعار «تواصل العقول.. صناعة المستقبل» يضع على كاهل الجميع عبء دفع دبي باعتبارها قاطرة تسحب محيطها الإقليمي إلى آفاق الحداثة الحافل بابتكارات العلم والتكنولوجيا.

استضافة إكسبو ليست غاية في حد ذاتها، بل فرصة بين التجليات المتاحة للاستثمار في المستقبل، من منطلق مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد: «أنا وشعبي لا نرضى بغير الرقم واحد» التي أصبحت قناعة وطنية.

الفوز بإكسبو ينقل دبي من مرحلة صناعة المعارض الدولية التي تشهد ازدهاراً في المدينة إلى صناعة المعارض الكونية بما يمثله إكسبو.

ومن هذه الزاوية فإن الفوز بإكسبو يفتح مرحلة سباق جديد أمام دبي، إذ تنتقل من منافسة أربع مدن لاقتحام التاريخ في سباق استثنائي من أجل التفوق على اثنتين وثلاثين مدينة سبق لها شرف الفوز بتنظيم إكسبو.

هذا الفوز يأتي بشارة خير لتزامنه مع الاحتفال بمناسبة اليوم الوطني.