الأسهم العالمية لا تزال جذابة وتوفر قيمة أفضل من أسواق الدخل الثابت

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهدت الأسواق العالمية مؤخراً عمليات بيع كبيرة في سوق السندات ولكن على الرغم من ذلك فإن الأسهم العالمية ما تزال جذابة من ناحية القيمة ويتوقع أن يكون أداؤها جيداً وأفضل بكثير من سوق الدخل الثابت خلال السنوات القليلة المقبلة.

لقد عادت معظم مؤشرات الأسهم العالمية إلى المستويات التي كانت عليها في عامي 2000 و 2007، ومع ذلك بقيت عوائد السندات وأسعار الفائدة دون المستويات التي كانت عليها خلال تلك السنوات ولم تعد توفر أي نوع من الحماية مع الأخذ بعين الاعتبار إمكانية حصول تحوّل في الدورة الاقتصادية العالمية.

لقد قام الأداء المذهل للأسهم العالمية خلال السنوات القليلة الماضية على تحسينات جيدة في الأسس وعلى تحقيق عوائد جيدة، وشكلت السيولة الضخمة التي كانت تتراكم الدافع وراء ارتفاع أسهم بعض القطاعات إلا أن معظم المكاسب التي حققتها الأسهم كانت مبنية على أسس جيدة.

وإذا نظرنا على سبيل المثال إلى أرباح الشركات الأمريكية نرى أنها كانت المساهم الأكبر في أداء الأسهم منذ وصولها إلى أدنى مستوياتها في الأشهر الأولى من عام 2009. لقد تراجعت الأرباح بحدة خلال الأزمة المالية ولم تسترد عافيتها حتى بداية عام 2010.

عرفت أرباح الشركات في الولايات المتحدة انتعاشاً بنسبة تزيد عن 90 في المائة الأمر الذي يفسّر الارتفاع الحاد في الأسهم، وقد كان هذا هو الحال مع معظم الأرباح في جميع أنحاء العالم ولكنه كان أقل من ذلك بكثير في منطقة اليورو. ويمكننا القول بثقة أن الفضل في ارتفاع الأسهم العالمية يعود إلى انتعاش أرباح الشركات.

من الواضح جدا أنه تم إعادة تصنيف الأسهم لمستوى أعلى بكثير من المستوى الذي وصلت إليه في عام 2009. لقد كانت التقييمات في عام 2009 في مستويات أضعف بكثير من أن يكون من الممكن المحافظة عليها إلا أن عملية إعادة التصنيف الآن ما تزال أقل من مستوياتها المرتفعة التي وصلت إليها في عامي 2000 و 2007.

لقد كانت أبرز العوامل التي ساهمت في عملية إعادة التصنيف هي الأسعار غير الجاذبة، تقليص المخاطر، بالإضافة إلى تسارع نمو الأرباح الذي طال انتظاره على خلفية الانتعاش الاقتصادي لاسيما في أوروبا واليابان. كما أن ترقب الانتعاش الاقتصادي العالمي الذي انتشر على نطاق واسع يمكن في الواقع أن يؤدي إلى تقييمات أعلى للأسهم حتى في غياب تحسين الأسس.

لم تختف المخاطر الاقتصادية العالمية على الأسهم تماماً ولكنها أقل بكثير مما كانت عليه في عام 2009 أو حتى خلال العام الماضي عندما كان هناك خطر حقيقي يهدد منطقة اليورو بالانهيار. وهذا قد يفسر ارتفاع مضاعف الربحية والعائد الخاص على الأسهم بالمقارنة مع العام الماضي. ويبقى دافع السيولة أوضح بكثير في أسواق الدخل الثابت بالمقارنة مع أسواق الأسهم.

 بدأت السيولة العالمية التي ساهمت بالفعل في إعادة تقييم معظم أصول أسواق الدخل الثابت للعوائد في مستوياتها الأدنى تاريخياً بالبحث عن أماكن أفضل وأكثر جاذبية من سوق الدخل الثابت، وهو ما يفسر عمليات البيع الكبيرة التي شهدها سوق السندات مؤخراً.

Email